أوصى المشاركون في فعاليات مؤتمر المحتوى العربي في الإنترنت" التحديات والطموحات" بزيادة تفعيل المبادرات العربية الرائدة في مجال إثراء المحتوى الرقمي، لما لها من أثر في الحفاظ على الهوية العربية، وخدمة التراث العربي والإسلامي. كما أوصوا بإطلاق المزيد من المبادرات في المجتمع العلمي لتعزيز المحتوى خاصة من قبل المؤسسات الأكاديمية، وذلك من خلال تشجيع الباحثين والطلاب على إتاحة الوصول الحرّ لأبحاثهم ودراساتهم من خلال المستودعات الرقمية، والمواقع الشخصية، والمدوّنات الإلكترونية. بالإضافة إلى العمل على تهيئة البيئة المساعدة والمحفزة لصناعة المحتوى الرقميّ العربيّ, وذلك من خلال تأهيل كادر وطني قادر على تصميم برامج تعمل على معالجة اللغة العربية الطبيعية؛ والترجمة الآلية من اللغة العربية وإليها. وأقيم المؤتمر تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وافتتحه مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل نيابة عن وزير التعليم العالي. ودعا المشاركون إلى الاهتمام بمستوى الجودة وإتاحة محتوى المواقع الإسلامية، من حيث دقة المعلومات وصحتها، وكذلك سهولة الوصول إليها وتوفرها بمختلف البيئات البرمجية ومنصات الإتاحة الراهنة. وتشجيع مؤسسات المعلومات العربية على التخطيط لتوفير المحتوى الرقمي لمستفيديها بشكل يتناسب مع أجهزة الاتصالات اللاسلكية التي أصبحت في متناول الجميع من خلال الهاتف المحمول. وكذلك دعوة القطاع الخاص ليقوم بدور أكثر فاعلية في مجال النشر الالكتروني ، وبرامج التنمية المعلوماتية، وتشجيع الاستثمار في قطاع المعلومات، مع دعوة الجهات المعنيّة إلى إصدار وتفعيل تشريعات لحماية الملكية الفكرية. وأشاروا في التوصيات إلى ضرورة مراعاة احتياجات المنطقة العربية من قبل مصنعي الأجهزة والبرمجيات، بما يتلاءم والخصوصيات اللغوية والحضارية العربية من خلال التعاون مع المنظمات الدولية المطورة للمعايير للحد من إهمال تلك المعايير لحالة اللغة العربية أو لمتطلباتها. كما أوصوا بتنظيم المزيد من المؤتمرات العلمية التي توضّح الأبعاد المختلفة لصناعة المحتوى، وتكوين لجنة لمتابعة توصيات المؤتمر، والعمل على تنفيذ ما ورد فيها. وثمن المشاركون جهود المملكة وولاة أمرها بقيادة خادم الحرمين الشريفين، ورفعوا لمقامه برقية شكر وتقدير وثناء على رعايته للمؤتمر، وما يوليه من عناية بالمبادرات التي تدعم المحتوى الرقمي، وتخدم الأمة العربية والإسلامية، حيث يعد حفظه الله هو الداعم الأول لإثراء المحتوى العربي من خلال مبادرته الرائدة. كما شكر المشاركون في المؤتمر جامعة الإمام على ما لقيه المؤتمر من اهتمام ورعاية أسهمت في إنجاح فعالياته. ووصلت المشاركات العلمية في المؤتمر إلى حوالي 200 ورقة علمية من مختلف الدول العربية والإسلامية والأجنبية قبل منها خمسون عملاً محكماً منها أربعة وثلاثون بحثاً علمياً، و16 ورقة عمل. وعقد المؤتمر 15 جلسة في مبنى المؤتمرات بالجامعة، تداول فيها المشاركون والحاضرون الموضوعات المعروضة، في ضوء محاور المؤتمر وأهدافه. وأقيم خلال اليوم الأول للمؤتمر ورش عمل متخصصة، كما صاحب المؤتمر معرض تقني.