أوصى مشاركون في مؤتمر «مهنة ودراسة المكتبات والمعلومات: الواقع والتوجهات المستقبليّة»، الذي نظمّه «الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات» («اعلم») بتطوير المحتوى الرقمي العربي. ودعوا أيضاً إلى إنشاء مكتبات رقميّة عربية مع دعمها بإمكانات مادية وبشرية وفنية مناسِبَة. وشدّدوا على ضرورة تطوير مناهِج علم المكتبات والمعلومات في الكليات والجامعات العربية بهدف مواكبة المتطلبات المعلوماتية والمعرفية للقرن 21. كذلك أوصى المؤتمر بإنشاء تكتل إلكتروني عبر شبكة الإنترنت لجمعيات المكتبات والمعلومات في العالم العربي، وطالب بالاهتمام بتنظيم المعلومات في البيئة الرقمية والإلكترونية المتّصِلَة بالدراسات العربية، ودعم الابتكار والتنوير والبحث العلمي على المستوى العربي. ودعا أيضاً إلى تفعيل دور شبكات التواصل الاجتماعي عربياً في علم المكتبات والمعلومات، على الصعيدين الأكاديمي والعملي. فجوة المعرفة بين الأمم عُقد المؤتمر تحت رعاية الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنوّرة، بالتعاون مع «جامعة طيبة»، ومشاركة 400 باحث واختصاصي من دول عربية شتى. وعلى هامش المؤتمر، نُظّم معرض ورشة عمل عن قواعد البيانات ونُظُمها، ودور النشر الإلكترونية، والجمعيات المتخصّصة في المكتبات والمعلومات. في كلمة أمام المؤتمر، دعا الدكتور عدنان المزروع مدير «جامعة طيبة» إلى تعزيز دور الاتحاد ليواكب العصر الإلكتروني وثورة المعلوماتية، مُشدّداً على مسألة «فجوة المعرفة» التي تفصل الأمم المتقدّمة عن الناميّة. وقال: «أصبح التخلف في المجتمعات مرتبطاً بالمعلومات وبالمعرفة. نحن كعرب ومسلمين يجب أن نصبح صُنّاعاً للمعرفة بدلاً من أن نكون مستهلكين لها، ولهذا أصبح على الاتحاد مسؤولية بناء المستقبل المعلوماتي للوطن العربي». وقدم مدير جامعة طيبة جوائز الاتحاد، فنال مشروع موسوعة الحج والحرمين الشريفين المقدم من «دارة الملك عبد العزيز» في السعودية، جائزة «المشروع المتميز في المكتبات ومراكز المعلومات». وذهبت جائزة أفضل أطروحة علمية إلى الطالب تامر إبراهيم المتولي عن أطروحة: «التخطيط لخدمات المكتبات العامة في القاهرة الكبرى». ومُنِحَت «جائزة نسيج للرواد» إلى الدكتور محمد جرناز (ليبيا) والدكتور عز الدين بودربان (الجزائر). وذهبت جائزة أفضل بحث في المؤتمر إلى الدكتورتين أمنية مصطفى صادق وعبير بيومي عن بحثهما «دور قواعد البيانات العَربيّة الرقمية في تطوّر البحث العلمي وعلوم المكتبات والمعلومات». كذلك كرّم المؤتمر رئيس اللجنة العلميّة الدكتور محمد جعفر عارف ونائب رئيس المؤتمر الدكتور مشعان العتيبي وعميد شؤون المكتبات في «جامعة طيبة». ونال الدكتور حسن عواد السريحي، رئيس الاتحاد، «درع جائزة الإنجازات المميّزة»، وهو مُقدّم من جامعة «ويسكونسن» الأميركية، و «درع التميز والتكريم» من قسم علم المعلومات في جامعة الملك عبدالعزيز. وكرّم المؤتمر أيضاً الدكتور عبد الستار الحلوجي، أستاذ علم المكتبات والمعلومات، والشيخ عبدالعزيز البابطين من الكويت. وناقش المؤتمر 54 بحثاً شملت «المدينة المُنَوّرَة عاصمة الثقافتين العَربيّة والإسلاميّة» للدكتور عبدالستار الحلوجي، و «دور قواعد البيانات العَربيّة الرقمية في تطوير البحث العلمي وعلوم المكتبات: المحتوى العلمي في قاعدة «معرفة» نموذجاً» للدكتور سامي خزندار، و «التداخل بين مجال المكتبات وتقنية المعلومات والاتصال: دراسة فلسفية تحليلية»، للدكتورين حمد عبد الله عبد القادر وياسر حسين الماحي، و «محرّكات البحث الدلاليّة على الإنترنت ودورها في الاسترجاع المفاهيمي للمعلومات: دراسة تحليلية مقارنة» للدكتورة بدوية محمد البسيوني، و «اختصاصي المعلومات والمكتبات في دولة قطر في العصر الرقمي: الواقع والمأمول» للدكتور محمد عبدالله محمد عبدالله، و «بناء أنطولوجيات علم المكتبات والمعلومات في بيئة الويب الدلاليّة: دراسة وصفية تحليلية» للدكتورة هندي عبد الله هندي أحمد. في السياق عينه، فاز الدكتور خالد الحلبي برئاسة «الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات»، فأصبح أول مصري يتولى هذا المنصب، وهو مُشرف على مكتبة وزارة الداخلية (قطر)، كما يعمل مستشاراً في ببليوغرافيا المخطوطات والكتب العَربيّة النادرة، لدى مشروع رقمنة الكتب النادرة والمخطوطات الذي تنفّذه «جامعة كارينغي- ميلون» الأميركية لصالح «المكتبة التراثية» في «مؤسسة قطر للتربية والعلوم».