بعد ثلاث سنوات، يتحول مكب النفايات أو"المردم"في حي بريمان شمال شرقي جدة إلى متنزه عام، وذلك بعد أن ظل هذا الموقع طوال الأيام الماضية، وبالتحديد منذ شهر رمضان الماضي، مصدراً للروائح الكريهة المتسربة إلى كل أحياء عروس البحر الأحمر، نتيجة قيام عمالة مخالفة بحرق المخلفات، في سبيل العثور على المواد المعدنية من الحديد والنحاس، للاستفادة منها ببيعها. وتأتي خطوة"أمانة جدة"بعد مرور سنوات ليست بالقليلة، على وجود العمالة في المردم، التي تقوم بنبش وحرق المخلفات. وكان الخروج الجماعي، في تظاهرة، لأهالي الأحياء السكنية المجاورة لموقع المردم لتنبيه الجهات المسؤولة إلى الروائح الكريهة المنبعثة إلى أنوف كل القاطنين في جدة، بمثابة جرس الإنذار الذي قُرع للجميع، بما في ذلك أمانة جدة والصحافة. وكان وكيل الخدمات في أمانة جدة المهندس خالد عقيل، قال في حديث ل"الحياة"، أن قيمة العقود المبرمة لإغلاق المردم القديم، وتحويله إلى متنزه عام تبلغ أكثر من 150 مليون ريال سعودي، مبيناً أن أعمال نقل النفايات إلى المكب الحالي ستتوقف خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وأرجع عقيل أسباب قيام العمالة، التي كانت تسيطر على مكب النفايات طوال السنوات الماضية، بإشعال الحرائق في الحديد والنحاس إلى الاستفادة من مخلفاتها. يذكر أن أمانة جدة بدأت أخيراً في تكليف 20 موظفاً فقط لمراقبة المردم، الذي تشير أرقام سابقة للأمانة إلى أن أعداد العمالة المخالفة بداخله تفوق 3000 شخص. وخلال جولة ل"الحياة"إلى مردم النفايات البارحة، لوحظ الوجود الأمني المكثف على الطريق المؤدي إلى مكب النفايات، وكذلك داخل الموقع الذي بدا واضحاً فيه وجود سيارات نقل، لنقل النفايات لموقع آخر لم تحدد جهته، وفقاً للعاملين الذين تم الاستفسار منهم. وكانت قوات الأمن السعودي فرضت وجودها في مردم النفايات في حي بريمان شمال جدة خلال اليومين الماضيين، ما أدى إلى خلو الموقع من وجود العمالة الأفريقية المتخصصة في نبش النفايات والحرق. وتبدو ملامح بيوت العمالة المتسببة في إشعال الحرائق واضحة للعيان في الجبال المحيطة بمكب النفايات في بريمان. وبحسب أمانة جدة فهم ما زالوا يتحينون الفرصة للعودة مجدداً لأعمال الحرق للمعادن المتوافرة داخل"المردم". واعتبر المهندس عقيل أن الحل الجذري للمشكلة يكمن في المردم الجديد الواقع شرق بريمان يبعد 40 كيلو متراً عن وسط المدينة، على مساحة تبلغ 4 في 4 كيلومترات طولاً وعرضاً، وأضاف:"تبدأ عملية فتح ظروف المزاد المقدمة من الشركات المتنافسة على تنفيذ المشروع بعد ثلاثة أشهر من الآن". يذكر أن الفترة الزمنية لصلاحية المرمى الجديد للنفايات البلدية الصلبة 30 عاماً، على مساحة 700 في 700 متر، بينما تبلغ الطاقة الاستيعابية لهذه المساحة أكثر من 25 مليون متر مكعب من النفايات، لصلاحية مدتها 15 عاماً.