لماذا نلوم لاعبي المنتخب السعودي على عطائهم المتراجع أمام السودان، فما حدث هو أمر متوقع في ظل أن اللاعب السعودي والعربي عموماً تتحكم فيه مشاعره ولا يستطيع أن يتجاهل الظروف المحيطة به ويؤدي عمله على أكمل وجه بغض النظر عما يحدث حوله، فالأسبوع الذي سبق الدورة شهد انسحابات متتالية منحت اللاعبين شعوراً بأن مستوى المنافسة سيكون أقل من المتوقع، وفضلاً عن ذلك فإن اللاعبين وحتى قبل المباراة الأولى ب 24 ساعة لم يكونوا يعرفون ما الفريق الذي سيلعبون أمامه وكأنهم يشاركون في"دورة رباعية ودية"، ولن نتغاضى أيضاً عن المباراة الأولى التي كان مقرراً لها أن تُلعب يوم الثلثاء ولكن الموعد تأخر 24 ساعة لتقام يوم الأربعاء، وهنا نحن لا نتحدث عن جانب"نفسي"فقط، بل عن جانب"فني"يؤثر في الخطة التدريبية والأحمال اللياقية الممنوحة للاعبين طوال الأسبوع، وآلية التدريب التي تذبذبت بين"الترفيهي"و"التكتيكي". سأضيف أيضاً أن اللاعبين أدركوا باكراً أنهم سيلعبون أمام"منتخب أولمبي"، وهنا أنا لا أبرر مطلقاً للاعبي"الأخضر"، بل أسوق مؤشرات ودلالات على الحال النفسية للاعبين التي قادت إلى"أسوأ مباراة"للمنتخب في تاريخ آنغوس الذي يحمل 16 مباراة. أما إذا تجاوزنا الأحداث التي سبقت المباراة، فالخشونة التي لعب بها المنتخب السوداني جعلت اللاعبين يبحثون عن الخروج بالنقاط الثلاث بأقل"الأضرار"، خصوصاً خط الهجوم الذي أنهى للتو مرحلة"علاجية". سأشير هنا إلى أن أحد الزملاء الفنيين في الساحة الرياضية قال لي إن آنغوس يبحث عن الثبات على"شخصية"واحدة ل"الأخضر"وذلك رداً على مطالبات لي بألا يلعب مالك وياسر أمام المنتخبات"الأفريقية"التي تعتمد على القوة البدنية والاحتكاك القوي، على اعتبار أنهما لن يقدما كل ما لديهما، بسبب رغبتهما في الحفاظ على سلامتهما، خصوصاً في ظل خروجهما للتو من مرحلة"علاجية"، وهنا سأسعد وأنا أرى أن قناعتي السابقة تم الأخذ بها من المدرب آنغوس، الذي سيمنح الفرصة ل"دكة الاحتياط"لتقدم ما لديها على المستطيل الأخضر، وهنا كلنا سننتظر لقاء ليبيا الذي أعتقد أنه سيكون وجهاً حقيقياً للمتعة قبل أن نصل إلى قمة"الإثارة"أمام المنتخب المصري بعد المرور بمحطة"الإمارات"الخليجية. [email protected]