صلتنا بالمثقف الجميل القائد سامي الجابر لم تكن صلة ملتقين بمبدع أو متذوقي الفن الكروي بلاعب فذ! بل تعدت ذلك كثيراً لترقى كما صنوه يوسف الثنيان إلى قمة المتعة، حمل الجابر الكثير من الكؤوس، وحقق الكثير من البطولات للهلال ولوطنه، على امتداد 20 عاماً أو تزيد! ولا يزال يعزف لنا لحن الوفاء بقوة وصخب! و"سامي الجابر"... امتطى منذ الصغر صهوة فرسه... ثم آثر أن يستقل بعدئذٍ قطاراً تاريخياً نبش تفوقه في ذاكرته... فأدركنا أن نبوغه وتفوقه مجدٌ لنا ومجدٌ لذاته... ليمتد المجد كمسافة بعيدة ومستقبلية! قرأناها أسطورة! وبدأ الناس يتحدثون... غدا سامي الجابر يسابق انشراح الشمس، وحين انتصف الأصيل كانت شخصيته حملت نصيبها الأخير... كي يظل من الهلال والوطن شامخاً لزوال قد لا يأتي قريباً! ونحن المعجبين والمحبين لهذه الشخصية في متعة شبابها أو نضجها أو فيض سنينها، التصقنا بسامي الجابر قائداً ماهراً وذكياً وفناناً ولماحاً وبطلاً متوجاً! فأدركنا من بين ما أدركنا أن سلطة المبدع القوية تتساوى مع سلطة ناديه الهلال. وانهما سوياً أسرجا موهبةً، ظل سامي الجابر فارس خيلها... فغزل البطولات وغازل غيداء المجد الأزرق بعينيه ورسمها بالفرح! ولمدة 20 عاماً. كنا طوال تلك السنين ننهل من لحن فنونه وشجونه وحب الناس له... واستنفر هو في المقابل قدراته وبديع أدائه...! فكان حضوره الكروي مضمخاً بشتى البطولات، وكانت قيادته لفريق الوطن وفريق الهلال فألاً وبركة وتميزاً وتمايزاً، لا تزال تغمر الكيان الأزرق بشمائل الفضائل في تلازم بين حكمته كمثقف كروي وانشراح لعبة وأدائه! وربما... كان تكريمه بعدئذٍ هو عرفان من الهلال والوطن لنبوغه، ودليل لتعزيز وفاء النبغاء. كما أن إعلانه اعتزال اللعب، وبعد 20 عاماً من الفن والبسمات وشوق البطولات المكتنز إنما هو تفعيل للدفق الغزير لتاريخه المؤطر بفيض الإشراقات والاسترسال الوثَّاب للوطن وللهلال! حفظك الله يا سامي الجابر... فقد جُزت بنا وطناً وهلالاً دروب الحنين بأرجوحة وردك وقدميك وعطر الكؤوس التي رويت بها ظمأ بطولاتنا! لكن تباريح شوقك وصلتك ستُذهب الوسن عن الجفون، وتجول في خواطرنا وفي مزهريات عمرنا. د. [email protected]