سار منهج تكريم النمر يوسف الثنيان مثل بطاقة سياحية ذهنية أمست جزءاً من ذاكرة مناطق الجمال!! ويوسف الثنيان شخصية كروية مبدعة مدهشة كالماس المشبع، أيضاً فيه من صيغة التعجب إحالة على الدفق البديع وعذوبة اللعب التي لا يمكن قياسها! وربما كان لا يمكن الاستغناء عن التلذذ بها في زمن مصفى، لأنها عادة ما تكون غير قابلة للقياس. إذاً يوسف الثنيان خفاق أيضاً، تترادف احتفالية الهلال والوطن والعالم به باحتفالية الأصالة في الطرب الكروي والتعتيم الرياضي وروعة الترقيص وما يحدثه ضرباً من الإمتاع في كيان النفس ورقة الأداء المزدانة بقوة العطاء المفتونة بالجمال. ويقول الناقد حسان أبو رقية... ولأن للموهوب شكل مدينتنا وأوقاتنا فهو شكل أحلامنا، جلساتنا، قهقهاتنا، بكاءنا، ونشر عيوننا مزوناً للتفاعلية معه ومع أحاسيس الحياة. هذا صحيح، فقد لاحظت يوسف الثنيان مع من لاحظ، وصاحبته في بعثة الهلال إلى المغرب في البطولة العربية السابقة في مراكش عام 1410ه حين كنت موفداً للجزيرة الرياضية إبان إشراف أستاذي خالد الدلاك، وعلمت أن اللاعب كتلة مهارات كالتي يمتلكها مارادونا مثلاً، لكنها بإمكانها باعتبارها مولداً للجمال أن يقوم بها يوسف الثنيان لكونها قدرات مركبة واستعدادات فطرية تجمع وتسجل في كنفها متغيرات إبداعية في الأداء والعطاء والاستعراضية في جغرافيا الكرة وطقوسها. ومهما جاء منهج الاحتفالية بيوسف الثنيان صاخباً ممتلئاً مكتنزاً بفريق دولي كفالنسيا الإسباني وبشخصيات رياضية وقيادية وفنية وكروية، برعاية نائب أمير الشباب نواف بن فيصل وبعض رموز الإدارة الرياضية في ملأ الخليج والملأ الدولي، وبزخم جماهيري تهاطلت اعجاباته من درة الملاعب وخلف شاشات الفضائيات، فان هندسة يوسف الثنيان لمهاراته وقدراته عبر أكثر من عقدين ونيف حتم لهذا الجمع الرياضي أن يعزر ويوقر ويكرم من حمل البيدق الأخضر في بطولات آسيوية للأمم منذ 1988-1996 وبطولة العرب عام 1998 والتأهل لكأس العالم عام 1418ه 1998. وحمل العلم الأزرق في بطولتين منها كأس المؤسس، وكأس الملك مرتين وبطولة الدوري الممتاز 4 مرات، وكأس دوري خادم الحرمين الشريفين مرتين، وكأس ولي العهد مرتين، وكأس فيصل بن فهد 3 مرات، والبطولة الخليجية للأندية مرتين، والبطولة العربية للأندية مرتين، والعربية أبطال النخبة، وبطولة الأندية الآسيوية للأندية، والسوبر الآسيوية 4 مرات. ففي ذالكم الحضور الثنياني احتفاليات للجماهير الوطنية والهلالية والمتذوقة لتصميم لمسة الكرة الساحرة وتسديدها المتقن الطافي انجازية البطولة وانجازية الذوق الكروي الماتع والمتآلف مع فريق ومنتخب، ما جعل النقاد يعتزون بمثل هذه الموهبة التي كانت بذاتها درعاً لعيون الرياضة الساحرة التي تصدر من مبدع يجمع بين زخارف الطارق العابق والتالد الأصيل، كرة صفها بالفعل يوسف الثنيان والتصقت بشخصيته وشخوصه تصدر الجمال وتنشر الفن وتؤنس الجميع. ويوسف الثنيان لاعب جميل عذب كان متزاوجاً في إبداعاته، مصوراً تناغمياً للبقية من زملائه، وبالأنس والمكاشفة كتبت عنه كثيراً ولم ارني أسرفت في حبي له، لأني كنت ابحث عن شخصيتي الكتابية من أمثاله وأمثال العملاق صالح النعيمة والقائد سامي الجابر، فهؤلاء يعززون طموحاً يتلمس الذروة الجمالية ويتحمون علينا النبوغ معهم لأنهم يجيدون لعبة الانتصار، حتى عندما نريد أن نفكر بهم نجدهم معنا. لذا، نحن محظوظون بيوسف الثنيان وكان الملأ قادراً على الاحتفاء به وتوديعه، وتوديع المتعة والنبوغ الذي دائماً ما مسح على رؤوسنا وربت على أكتافنا. فماذا عسانا أن نفعل؟!