انتقد رئيس اللجنة الوطنية الزراعية في مجلس الغرف السعودية المهندس أحمد السماري،"بطء مجلس الشورى في اعتماد استراتيجية الأعلاف التي تقبع تحت قبته منذ أشهر عدة، مشدداً على أهمية مثل هذه الاستراتيجية"، داعياً في الوقت ذاته، المجلس بالإسراع في اعتمادها. وأضاف السماري ل"الحياة"، أن ارتفاع أسعار الأعلاف في المملكة أرهق كاهل الدولة، إذ بلغ حجم إعانة الأعلاف المستوردة قرابة ال 6 بلايين ريال، ما استوجب وضع بدائل أخرى والإسراع في تطبيق استراتيجية الأعلاف في المملكة. وشدد على أهمية مثل هذه الاستراتيجية، خصوصاً أن السعودية تستورد 6 ملايين طن سنوياً من الشعير، ما يشكل ما بين 40 و 50 في المئة من الكمية المعروضة على مستوى العالم، مطالباً بسرعة البت في مناقشة هذه الاستراتيجية. ودعا السماري إلى توسيع نطاق الدعم الممنوح من الدولة ليشمل محاصيل أخرى غير الشعير والذرة، موضحاً أن هناك الكثير من محاصيل الأعلاف التي تحتوي على قيمة غذائية غنية بالبروتين والطاقة، قد تساعد في التحول إلى هذه الأعلاف كغذاء بدلاً من الشعير الذي يشكل الغذاء الرئيسي للماشية في البلاد. وأشار السماري إلى أن اللجنة الوطنية الزراعية ناقشت خلال اجتماعها الأخير الاثنين الماضي، عقد اجتماع خاص عن الأعلاف المصنعة في المملكة، وذلك بتنظيم ندوة تشارك فيها الوزارات المعنية وزارة الزراعة، وزارة المال، وزارة التجارة، إلى جانب خبراء ومختصين في قطاع الزراعة، لتسليط الضوء على آخر المستجدات في هذا المجال المهم وبحث الحلول الممكنة. وأكد أن ارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية ظاهرة عالمية، مشيراً إلى أن الكثير من المحاصيل المستهلكة في السعودية تستورد من الخارج. وكشف السماري أن المعلومات الأولية المتوافرة تؤكد عدم وجود تلاعب بالأسعار من التجار، لافتاً إلى أن القضية لها أسباب واضحة. وكانت اللجنة الوطنية الزراعية في مجلس الغرف السعودية عقدت في 5 تشرين الثاني نوفمبر الجاري اجتماعها بمقر المجلس لانتخاب أعضاء اللجنة ومناقشة عدد من المواضيع المتعلقة بالقطاع الزراعي في المملكة. وأكد رئيس اللجنة أهمية دورها كقناة تنقل مقترحات ورؤى منتسبي القطاع الزراعي حيال مشاريع الأنظمة القائمة أو تحديث القائم منها للمسؤولين والجهات المعنية بالدولة مشيراً إلى الاهتمام الذي تحظى به اللجنة من مجلس الغرف السعودية وكل الأجهزة الحكومية خصوصاً وزارة الزراعة، منوهاً بالجهود التي تبذلها اللجنة الوطنية الزراعية في طرح ومناقشة المواضيع كل التي تهم المشتغلين في هذا القطاع الحيوي والمهم. وتهدف الاستراتيجية إلى دعم جميع أنواع الأعلاف، كما ستدعم استيراد الأعلاف المستوردة فتقلل من زراعتها داخل المملكة وبالتالي تمكن من الضغط على مصادر المياه وتحسن من الأعلاف المركبة حيث يمكن الاعتماد عليها بدلاً من الشعير لخفض الكلفة وجودة الوضع الصحي. يذكر أن وزارة الزراعة أعدت استراتيجية أعلاف الماشية التي تمت الموافقة عليها من مجلس الوزراء والمجلس الاقتصادي الأعلى وأحيلت إلى مجلس الشورى لإعطاء المشورة عنها.