في الوقت الذي يشكو فيه مربو الماشية من ارتفاع أسعار الشعير وبلوغها أسعارا قياسية خلال العام الجاري، قال وكيل وزارة الزراعة لشؤون الأبحاث والتنمية الزراعية الدكتور عبدالله العبيد إن أسعار الشعير تتسم بالضبابية في الأسواق العالمية. واعترف العبيد خلال اجتماع مع أعضاء لجنة الأمن الغذائي ولجنة الأعلاف بغرفة الرياض نهاية الأسبوع الماضي باحتمال "تراجع الكميات المعروضة من الشعير عالميا نتيجة لسياسات بعض الدول المنتجة بتقليص صادراتها بسبب التغير المناخي أو بسبب المحاصيل الزراعية المستخدمة في إنتاج الوقود الحيوي. وأكد العبيد على أهمية التحول التدريجي نحو الأعلاف المركبة تلافياً لحدوث أزمات توفير العلف للمربين. وعلمت "الوطن" أن العبيد أكد على ضرورة إيجاد وسائل توعية كبرى لمربي الماشية حول فوائد استخدام الأعلاف المركبة، في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق نقصا في معروض "الشعير" وارتفاعا في أسعاره. وشدد على أهمية تطبيق الخطة الوطنية لتشجيع صناعة الأعلاف المركبة ودعم مدخلاتها التي أقرها مجلس الوزراء كحل يحد من تنامي استيراد الشعير، ويبقيه في حدود معقولة. وكان العبيد قد أشار إلى أن ما تستورده المملكة يقارب 50% من كمية الشعير المتاحة عالميا، وقال "هذا يؤثر سلباً على السوق السعودية عند صعود الأسعار ". في حين أكد عضو مجلس الشورى ونائب رئيس اللجنة الزراعية في غرفة الرياض الدكتور منصور الكريديس في تصريحات إلى "الوطن" أمس أن أزمة الشعير ستستمر طالما بقي اعتماد مربي الماشية عليه في ظل وجود الدعم الحكومي له. ودعا الكريديس إلى ضرورة " الإسراع في تفعيل الخطة الوطنية لتشجيع صناعية الأعلاف من قبل كافة الجهات الحكومية ذات العلاقة، إضافة إلى أهمية فتح المجال أمام دخول مصانع جديدة في هذا النشاط"، مشيرا إلى أن توجه مربي الماشية للأعلاف المركبة والاستغناء عن الشعير يحتاج إلى مزيد من الوقت قد يمتد لسنوات مقبلة. وكان اللقاء الذي حضره مسؤولون بالهيئة العامة للغذاء والدواء، قد شهد عددا من المداخلات، حملت آراء ومقترحات عديدة تؤيد في مجملها أهمية التحول نحو الأعلاف المركبة، حفاظاً على الثروة المائية والمالية وتوفير أعلاف جيدة للمربين والابتعاد عن التأثر الحاد بالأسواق العالمية. يذكر أن مجلس الوزراء وافق في شهر مارس عام 2008 على الخطة الوطنية لتشجيع صناعة الأعلاف المركزية ودعم مدخلاتها.