وصف رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الأمير تركي الفيصل زعيم تنظيم"القاعدة"أسامة بن لادن بأنه مصاب بمرض"الميغالومانيا"، وهو مرض نفسي يتجسد فيه جنون العَظَمَة والتخيل الوهمي. جاء ذلك في رد من تركي الفيصل على سؤال وجِّه إليه حول انطباعاته من خلال لقاءاته السابقة مع ابن لادن. وعلل نعته لابن لادن بذلك بما قاله زعيم"القاعدة"في حوار أجرته معه مجلة تصدر في بيشاور بباكستان، عن أول معركة ضد الاتحاد السوفياتي في قرية خوست على الحدود الأفغانية ? الباكستانية، إذ قال إنه عندما كان المجاهدون الأفغان يقاتلون الاتحاد السوفياتي، شعر بالنعاس فاستغرق في النوم، وخيل إليه أن جنوداً هبطوا من السماء ليحاربوا ضد السوفيات، وحين استيقظ وجد أن السوفيات هُزموا. وقال الأمير تركي الفيصل إن ذلك يؤكد أن ابن لادن لم يشارك المجاهدين الأفغان حربهم ضد السوفيات، كما يثبت إصابته بمرض نفسي. وكان تركي الفيصل قدّم محاضرة في سنغافورة بعنوان:"التطور الدستوري في المملكة العربية السعودية"، في فندق"غراند كوبثورن"،?وذلك بدعوة من معهد"إس راجاراتنام للدراسات الدولية"التابع لجامعة نانيانغ، ومؤسسة سنغافورة الدولية، في إطار برنامج"شخصيات مهمة من الشرق الأوسط". وأشار تركي الفيصل إلى أن ابن لادن عرض على المملكة منتصف ثمانينات القرن الماضي السماح لما يعرف ب?"المجاهدين"التابعين له بمهاجمة اليمن الجنوبي إبان خضوع عدن للحكم الاشتراكي، وأبدى رغبته في مساعدتهم الدخول إلى السعودية، لكن طلبه رُفض في حينه. وعلّق تركي الفيصل بأنه من خلال لقاءاته مع بن لادن لمس فيه إعتقاده الذاتي بأنه موجّه بأمر إلهي للقيام بهذه الأعمال"الجهادية". ورداً على سؤال عن دور السعودية في القضاء على التطرف ووضع استراتيجية للعالم الإسلامي في هذا الشأن، ذكر الأمير تركي الفيصل أن للسعودية تاريخاً طويلاً في وضع مبادرات للسلام، ليس فقط مع الدول الأخرى، وإنما القيام بدور قيادي في تحقيق السلام والأمن المنشودين في الشرق الأوسط. وتطرق إلى معاهدة الطائف التي وَضَعَتْ حداً لحرب لبنان الأهلية. وذكر تركي الفيصل أن المملكة قدمت مبادرتين للسلام مع إسرائيل، أولاهما مبادرة الملك فهد بن عبدالعزيز في 1982، وعززها الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمبادرته عام 2000، اللتين أصبحتا عربيتين بعد تبنيهما من جامعة الدول العربية. كما ذكر الأمير تركي الفيصل أن السعودية لا ترغب في إلحاق الأذى بالدول الفقيرة من جراء أسعار النفط المرتفعة. وأوضح أن ارتفاع الأسعار الآن ليس بسبب قلة الإنتاج، وإنما بسبب نقص المعدات في بعض الدول، وعوامل أخرى جيو ? سياسية، كما يحدث في تركيا والعراق. وأضاف أن السعودية لم تتحدث عن دورها في إرساء السلام، وأنها لم تُقدّر من تلك الناحية. وحتى بالنسبة للتطورات التي تحدث داخل السعودية كحصول السعوديات على ما يصل إلى 60 في المئة من مقاعد الجامعات، ومشاركة المرأة في هيئتي الصحافة والمهندسين، وفي الحوار الوطني السعودي، وتكريس جامعة الملك عبدالله للأبحاث العلمية. واتهم الأمير تركي الفيصل الإعلام الأجنبي بأنه لا يقدّم السعودية بأسلوب موضوعي، وإنما يبحث عن مواضع الانتقاد. منوهاً بأن السعودية لا تزال في حاجة إلى العمل أكثر لعرض الصورة الحقيقية عنها في الخارج.