شددت وزارة المياه والكهرباء، على عدم وجود علاقة بين الإصابة بأمراض السرطان، وأبراج الضغط العالي وخطوطها المنتشرة في أحياء سكنية. وأكدت الوزارة، في خطاب أرسلته إلى"الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان"، أن"الشركة السعودية للكهرباء تُطبق المواصفات والمقاييس العالمية عند إنشاء مرافقها، وتطبق معايير حرم خطوط نقل الكهرباء في مختلف مناطق المملكة، وبخاصة الخطوط الهوائية، وتعتمد هذه القيم على عدد من العوامل، مثل الجهد المستخدم، ونوع البرج، ونوع العوازل المستخدمة وعددها، والمسافات بين الأبراج". وكانت هيئة"حقوق الإنسان"طلبت إفادة من وزارة المياه والكهرباء، حول أبراج الضغط العالي، التي"أثارت قلق ومخاوف ساكني الأحياء السكنية التي تمر فيها، بسبب كثرة الحديث عن علاقة موجات الضغط العالي بأمراض السرطان"، بحسب ما نقل عضو مجلس الهيئة المتحدث باسمها الدكتور زهير الحارثي، الذي أضاف أن"التقارير الطبية لم تُجزم إلى الآن، بمدى هذا الاتصال، فيما شدد مواطنون تقدموا بشكاوى إلى"الهيئة"على عدم إهمال هذا الاحتمال، ووضعه في عين الاعتبار"، مضيفاً"لم يكن السرطان هو المرض الوحيد الذي اتصل اسمه بوجود أبراج الضغط العالي في التجمعات السكنية، بل الإرهاق النفسي والعصبي أيضاً، وما تتناقله وسائل الإعلام عن ارتباط الذبذبات الصادرة من أبراج الضغط العالي، بأمراض القلب وتشوه الأجنة، واضطراب معدلات الكالسيوم". وأشار الحارثي إلى تلقي الهيئة"شكاوى مقدمة من مواطنين، يرغبون في معرفة حقيقة ارتباط هذه الأبراج بمرض السرطان، لذا خاطبت الهيئة، وزارة المياه والكهرباء، لمعرفة رأيها العلمي، فيما تناولته وسائل الإعلام، حول مخاطر أبراج الضغط العالي، وأثرها على صحة المواطنين، مبديةً قلقها إزاء هذا الأمر"، ووصف تجاوب الوزارة ب"الشافي والمفصل والمرتكز على الموضوعية والمهنية العالية"، مضيفاً"ارتأى مجلس الهيئة نشر ردها، لما تضمنه من توضيح مهم، يطلع عليه المواطنون، كما أن وزارة المياه والكهرباء، أوضحت أن هذا الموضوع يحظى باهتمام كبير من جانب الباحثين، الذين أجروا دراسات مسحية وحقلية ومخبرية في عدد من الجامعات ومراكز البحوث حول العالم، ولكن لم يتم التوصل إلى دليل قاطع على أن المجالات الكهرومغناطيسية وحدها يمكن أن تسبب الإصابة بالسرطان، أو تكون السبب الرئيس المؤدي للإصابات السرطانية، أو البادئة أو المهيجة للإصابة بالسرطان، كما أن شدة المجالات الكهرومغناطيسية خارج منطقة خطوط الضغط العالي، تكون منخفضة جداً، وآمنة بكثير من المجالات المغناطيسية الناتجة عن استخدام الأجهزة الكهربائية في المنازل". وأوضحت الوزارة في ردها على استفسارات الهيئة، أنه"كانت هناك لجنة متخصصة من وزارة الصحة، ووزارة الصناعة والكهرباء قبل تحولها إلى المياه والكهرباء في العام 1422ه، قامت بدراسة أثر المجالات الكهرومغناطيسية الناشئة عن خطوط نقل الكهرباء، على صحة الإنسان، واستعرضت اللجنة خلاصة الدراسات والأبحاث العلمية في هذا الشأن، واتضح أن المجالات والموجات الكهرومغناطيسية تعد من الأشعة غير المؤبنة، وهي دون الأشعة السينية، وأشعة"غاما"في التردد، ولا يُحدث التعرض لها أي تغيير في بنية الذرة، ومن ثم تعد أقل خطراً، كما أن هناك عوامل مؤثرة عند التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية، تجعل تأثيرها يختلف من شخص إلى آخر، ومن هذه العوامل: شدة وكثافة المجالات، ومدة التعرض للمجال، واختلاف الأشخاص لناحية مناعتهم وطبيعة تكوينهم، والمسافة الفاعلة عن مصدر المجال، سواءً خط ضغط عالٍ، أو محول ضغط عالٍ". وأوضحت الوزارة في خطابها أن"تردد موجات القوى الكهربائية 50/60 هرتز تعد من الترددات شديدة الانخفاض، ومن ثم فليس لها تأثير حراري على الجسم، ولا تسخنه، إذ يحدث التأثير الحراري للموجات ذات التردد العالي من عشرة كيلوهرتز إلى واحد غيغاهرتز. كما يشكك بعض علماء صحة الإنسان في وجود علاقة قطعية واضحة بين التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية والإصابة بالسرطان، لصعوبة شرح هذه العلاقة حيوياً بيولوجياً، ولكون نتائج الأبحاث متعارضة، وتنخفض شدة المجالات الكهرومغناطيسية الناشئة عن الخطوط الهوائية، لنقل الكهرباء المركبة على أبراج الضغط العالي، كلما بعدت المسافة عن محور الخطوط منتصف البرج"، مشيرة إلى أن"هناك مسافة آمنة تكاد تنعدم عندها شدة المجال الكهرومغناطيسي، وتوضح المواصفات العالمية هذه المسافات الآمنة حرم الخطوط الهوائية". وكانت إمارة منطقة الرياض شكلت لجنة، لدراسة هذا الموضوع، وتوصلت إلى"عدم وجود علاقة أو دليل علمي على أن هذه الأشعة تسبب أمراضاً".