ف اللحن فأشقى كلما مرت على القلب ذكر من يبيع الأمس إنى أرهن العمر فداء لخبر عن لياليه اليتيمات وعن سفن الريش التي ما عانقت غير البراءة لم نكن نعرف ما معنى الكتاتيب وما معنى القراءة لم نكن نعرف إذ كان بنا الجهل قد استزطن والعشق احتوانا أيما طفلين كنا كانت الأشباح حراس هوانا كانت الأمطار تأتى من سمانا لسمانا في الحفر أيما طفلين كنا حين كنا... حين كنا في الصغر حين كنا في الصغر كانت الأمواج حراس الجزيرة لم نكن نخشى من البرد ومن حر الظهيره وإذا جاء لنا الليل وقالوا ها هي أم أدويس لكن لم تجيء كان بعض الحزن يأتينا ويأس يبتدئ يحتوينا وإذا قالوا هناك الجن فاحذر لم نكن نعرف ما معنى الحذر لم نكن نعرف إذ إن القدر غير ما نلقاه في هذا الزمان المنحدر غير ما كان القمر كان من أجمل ما فيه استحالات الوصول واشتهاءات اللقاء كان يبكى حينما نأتي ولا يأتي إذا جاء الشتاء خلف بحر الغيم يبكى دمعة كان مطر أيما طفلين كنا حين كنا حين كنا في الصغر حين كنا في الصغر خيشة نلبسها بالعكس فوق الرأس نمشى في المطر حين يبتل الشعر نغسل الشارع بالضحك... غريبين عن الجدران عن لمع الحجر لم تعد أسماؤنا فيه ولا القلب ولا السهم الذي يشطره نصفين ما عاد الأثر وضيا حرفين كانا روعة فيه وتذكارا لممشانا جدارا... إن مررنا فيه نزداد حنانا نرتدي ثوباً جديداً كلما جاء المطر ثم نأتيه بشوق عن أمانينا قصر نرسم الحررفين والقلب الذي يشطر السهم لنصفين لكي يحيا الأثر أيما طفلين كنا حين كنا... حين كنا في الصغر كان رمل البحر يا رملاً بنيناه بيوتاً وعشقناه صغارا قبل أن يهمها الموج هجوماً وانحسارا ذهب يمتد للشمس غروب أسلم الدفة لليل اقتدارا يعتلى الليل نهاراً يلفظ الأنفاس في البحر غروب أطفأ الشمس انحدارا كم شهدنا غرق الشمس جلسنا فوق ذاك الذهب الواهب للشمس انكسارا بنهار يحتضر أيما طفلين كنا