المستويات الفنية التي أظهرتها الأندية مع ختام الجولة السابعة من الدوري المحلي، جاءت كما هو متوقع ومنتظر عقب فترة التوقف التي تجاوزت الأسبوعين، إذ وضحت معاناة اللاعبين من هبوط معدل اللياقة البدنية، إضافة إلى غياب التركيز الذهني المثالي من الكثير من اللاعبين، وهذا جعلنا نشاهد مستويات فنية متوسطة إلى ضعيفة، ويعتبر ما حدث منطقياً في كرة القدم، إذ إن مردود فترة التوقف كان سلبياً على جميع الأندية، ومربكاً لبرامج المدربين، خصوصاً أن فترة التوقف هذه صاحبها تغيير في نظام النوم والتغذية للاعبين، وتفرغهم كذلك للاحتفال مع ذويهم قبل المباريات بيومين أو ثلاثة، من خلال السفر وما يتبعه من إرهاق بدني وذهني. وإذا كانت مباريات هذه الجولة تعتبر استثنائية بحكم الظروف المحيطة، إلا أن الهلال والاتحاد قدما صورة فنية جيدة، حفظا بها جزءاً بسيطاً مما كانت عليه الأندية الأخرى. ثقة الاتحاديين فرض الاتحاديون أسلوبهم التكتيكي على ضيفهم ومنافسهم على الصدارة فريق الاتفاق، وأحرزوا نقاط المباراة لمصلحتهم، بأداء فني عنوانه الثقة والهدوء، وتعامل اللاعبون والجهاز الفني بقيادة سليم خليلوفيتش بكل منطقية مع المباراة، حتى تحقق لهم ما يخططون له وهو كسب المباراة بأقل الخسائر، وظهرت صفوف الفريق مترابطة، بدءاً بالحارس تيسير آل نتيف مروراً بخط الدفاع الذي يقوده المنتشري بكل روعة، وصولاً لمنتصف الملعب بقيادة محمد نور أيضاً، ونهاية بخط الهجوم، هذه الجماعية التي يتمتع بها الفريق"الأصفر"عطّلت كثيراً من قوة الاتفاق من بداية المباراة حتى النهاية، علماً أن الاتفاق ينال منذ تولي البرتغالي توني زمام الأمور الفنية الإشادة والثناء على ما أحدثه من تغييرات تكتيكية وفنية، جعلت الاتفاق يبقى أقوى المرشحين لنيل بطولة الدوري السعودي. عودة الهلال خرج الهلال من مباراته أمام القادسية بفوائد عدة، أبرزها عودة الثقة والروح والحماسة للفريق عقب"مطبي"الخروج الآسيوي والخسارة المفاجئة من الوافد الجديد للدوري فريق نجران، وعلى مقولة"رُبّ ضارة نافعة"، فساعد الهدف الباكر للقادسية في أن يعيد مدرب الهلال كوزمين حساباته ويصحح طريقة اللعب الهجومية، بأن ينقذ القحطاني بمهاجم آخر هو أحمد الصويلح، على حساب لاعب وسط، وجاء هذا التبديل بمثابة الإنقاذ للهلال، بل وصل مفعوله إلى أن يتغير أداء الهلال للأفضل، ويهدد بقوة المرمى القدساوي، حتى وصل مفعوله الخطر لأن يكتسي أصحاب المهارة والفن كالتايب والقحطاني والشلهوب والصويلح ثوب الإبداع والثقة، ويترجموها داخل الشباك القدساوية في أربع مناسبات، كانت قابلة وبقوة للزيادة، بالذات مع الحصة الثانية من المباراة. لا وحدة ولا شباب سجلت مباريات هذه الجولة السابعة تراجعاً كبيراً في مستويات ناديي الشباب والوحدة، اللذين كانا من أكثر الأندية ترشيحاً لتقديم أفضل المستويات، وكذلك المنافسة على لقب الدوري، بفضل استعدادهما المثالي وحال الاستقرار التي يتمتعان بها قبل انطلاق الدوري، فالشباب واصل نزف النقاط محلياً بخسارته من ضيفه الحزم، عقب تنازله عن مواصلة المشوار في بطولة دوري أبطال العرب، فظهر الفريق بصورة متواضعة، مع غياب تام لروح الفوز وتواضع كبير في أداء أبرز لاعبيه، وهذا ما أربك المدرب هكتور أنزو، وأوقعه في بعض الهفوات التكتيكية والتبديلات الخاطئة، وما ينطبق على الشباب ينطبق أيضاً على الوحدة، الذي يبدو فيه عجز المدرب فيرسلاين التام عن إعادة الهيبة والشخصية التي كان عليها الفريق في الموسم الماضي، فلا دفاع يعطي الثقة للفريق، ولا وسط يقوم بمهامه ودوره التكتيكي، حتى الهجوم سجل تواضعاً كبيراً أمام فريق النصر، على رغم سيطرة الفريق على أحداث الشوط الثاني. نجوم الجولة قدم بعض اللاعبين مستويات لافتة خلال هذه الجولة، ووجدوا الثناء والإعجاب من المحللين والنقاد على ما بذلوه من جهد وتعامل مثالي رائع مع دقائق المباراة، حتى نالوا هذه الأفضلية وهذه النجومية لمباريات الجولة السابعة، ويأتي اسم صانع الألعاب الليبي طارق التايب في الصدارة، خصوصاً أنه صاحب اللمسة الأخيرة لأهداف"الأزرق"، إضافة إلى جمالية المهارات الفردية التي يوظفها لمصلحة الفريق في المقام الأول، ويأتي خلفه العديد من الأسماء كالمهاجم ياسر القحطاني بأهدافه الثلاثة التي ضمنت للهلال نقاط المباراة، وإجادته ترجمة مجهود زملائه لأهداف غاية في الروعة والدقة، ويأتي قائد الاتحاد محمد نور من الأسماء البارزة، عقب المجهود البدني والمهاري الذي جعله يقود بقية زملائه في الاتحاد لفوز مستحق على الاتفاق، واستحق نجم الوحدة علاء كويكبي الانضمام لنجوم الجولة، إثر أدائه اللافت أمام النصر، وهذا ما ينطبق على محترف الطائي فيصل الإدريسي بأدائه الكبير، على رغم تواضع بقية زملائه في الفريق، ويستحق ظهير أيمن الاتفاق راشد الرهيب دخول قائمة الأفضلية على ما بذله طوال مباراة الاتحاد من دور مزدوج دفاعاً وهجوماً، ويستحق حامي عرين النصر محمد شريفي لقب أفضل حارس مرمى لهذه الجولة، حينما تصدى ببراعة للهجمات المتواصلة لفريق الوحدة، وكان أهم وأبرز عوامل كسب فريقه. دفاع الاتحاد امتياز من دون منافسة تذكر، استحق خط دفاع الاتحاد لقب أفضل الخطوط من بين مراكز الأندية الاثني عشر، عقب حال التوازن والثقة التي لعب بها، والتي مكنته من إبطال أية هجمة أو خطورة كان يخطط لها مهاجمو الاتفاق، خصوصاً أن ثنائي الاتفاق يصنف من أخطر المهاجمين، في ظل وجود الغاني البرنس تاغو والخطر صالح بشير، إلا أن المنتشري والمولد كانا في قمة حضورهما الذهني والبدني، وفي أفضل تفاهم وتناغم بينهما، وعلى الطرف الأيمن كان الدوخي يقوم بواجبات الظهير العصري دفاعاً وهجوماً، وهذا ما كان يقوم به فلاته على الجهة اليسرى، ولا يمكن تجاهل الأدوار الدفاعية المميزة التي قام بها كريري لسد ثغرة عمق الوسط، وهي نقطة في غاية الأهمية لحفظ توازن رباعي الدفاع، تجعله متماسكاً ومترابطاً طوال المباراة.