النظرة الفنية على أداء فرق دوري زين السعودي عقب انقضاء الجولة الرابعة تؤكد أن هذا الموسم سيكون مختلفاً في أحداثه على رغم أنه من السابق لأوانه الحكم على ذلك مستقبلاً، ونستطيع أن نحكم بصورة مبدئية على الشخصية التي يسير عليها الفريق، سواء بالإيجاب أو السلب، وتعتبر حصيلة أربع مباريات تنافسية مشواراً قصيراً للوصول لتحليل وضعية الفرق الفنية والتكتيكية، بالذات أن هذه المرحلة تدخل فيها عوامل «استكشاف» أمام مدربي الفرق، لذلك نتوقّع تغييرات كبيرة على بعض الفرق، وتحسناً طفيفاً لدى البعض. فالمعسكرات الخارجية والمباريات الودية الخارجية والداخلية بالكاد ألقت بظلالها على بداية الفرق، بخلاف التعاقدات التي أبرمتها كل إدارات الأندية على الأجهزة الفنية أو اللاعبين المحليين والأجانب. هلال اليوم امتداد للأمس صدارة فريق الهلال لفرق دوري زين السعودي، وحصوله على العلامة الكاملة من مبارياته الأربع كانا لهما أسباب رئيسية أهمها «الاستقرار» الذي ينفرد به الفريق «الأزرق» عن بقيه الأندية السعودية، فالجهازان الفني والاداري واللاعبون المحليون والأجانب هم أسماء الفريق نفسها التي «تميزت» في الموسم الماضي، وكان الهلال الفريق الأبرز والأخطر والأقوى، وكان الفريق الوحيد «الموجود» في المنافسة على جميع البطولات، لذلك كانت الثقة بالنفس وبالإمكانات «سلاحاً» حاسماً للخطوات «الواثقة» التي سار فيها الهلال، بدءاً بمباراة التعاون ونهاية بمباراة الوحدة. تتغيّر الأسماء والمنهجية ثابتة في الهلال يغيب نجم أو ثلاثة، إلا أن ثقافة الفوز والتنافس تظل حاضرة في البدلاء، وهو ما شاهدناه خلال المباريات الأربع، فمع غياب ياسر ظهر عيسى المحياني، وغاب نيفيز فتألق الشلهوب والعابد والدوسري، وعلى رغم ظهور فريق الهلال بمستوى «تصاعدي» مع المباريات الأربع، إلا أن هدف النقاط الثلاث يبقى «الأهم» خلال شوطي المباراة، ومتى ما سجل الهلال مبكراً فإن تهدئة «رتم» المباراة، وادخار المجهود البدني للمباراة المقبلة كانا واضحين للمتابعين، ولكن حينما «يستفز» الهلال يكون رد الفعل قاسياً على المنافس، كما حدث خلال مباراتي الفيصلي والوحدة. أوراق «أجنبية» لها وزنها المثالية التكتيكية التي يسير عليها فريق الهلال للموسم الثاني على التوالي يقف خلفها لاعبون «نجوم» لديهم الإمكانات الفردية، ما يؤهلهم لدعم الفريق بقوة، ولعل المجهود السخي والاندفاع البدني الهائل من الروماني رادوي في منطقة المناورة يعتبران «رمانة» وسط الميدان، كما يمثلان قوة داخل خطوط الفريق، فبخلاف المجهود القوي الذي يبذله رادوي، إلا أن «تكنيك» هذا النجم يمنحه القيام بدور الممول والمفاجئ من الخلف، بفضل مهارة التسديد المباشر ومن مسافات بعيدة كأفضل الحلول التي يمتلكها فريق الهلال، وإضافة «لإبداع» رادوي في وسط الميدان، فإن الآخر السويدي ويلهامسون له ثقل كبير في براعته في وسط الملعب حينما يقوم بأدوار «مزدوجة» دفاعاً وهجوماً على طراز رفيع، ومن الصعب إيقافه نظير القوة البدنية واللياقة المثالية التي جعلته من أهم مفاتيح الفوز للهلال، وإذا ما سجل هذا النجم، فبالكاد تكون له اللمسة قبل الأخيرة في معظم أهداف الهلال، وينضم الكوري لي يونغ للأوراق الرابحة، وهو يؤدي أدواراً «تكتيكية» على أطراف ملعب الهلال بصورة رائعة، وقد يكون البرازيلي نيفيز أقل هذه الأسماء إبداعاً، إلا أنه استغل حال الهلال المثالية، وقدم نفسه بصورة مرضية. المحليون واستغلال الفرصة منهجية مدرب الهلال غيريتس واحترافية العمل التي وضعها كانتا لهما ثمارهما حينما «سارع» لاعبو الهلال المحليون بالتأقلم مع أهداف وطلبات هذا المدرب، لذلك كان الجميع على أهبة الاستعداد للمشاركة وتقديم الواجبات المناطة بهم، فالدفاع يبقى أسامة هوساوي وحسن خيرات والنامي، ولا تشعر بأن هناك غياباً للاعبين لهم «ثقلهم» كما يحدث مع غياب المرشدي والزوري، وإذا ما انتقلنا لوسط الميدان، فسنجد عدداً كبيراً من اللاعبين يشاركون بحسب ظروف المباريات، فالشلهوب «يبدع» ويغيب ويعود قوياً، والدوسري والعابد والغنام يشاركون ويقدمون إضافة لمجموعة اللاعبين، ويبقى دور الفريدي «لافتاً» نظير المهارة والسرعة اللتين تمكنانه من صناعة التمرير بشكل مثالي للمهاجمين، وإذا ما تمعنا في خط الهجوم، فيبقى الثنائي ياسر القحطاني وعيسى المحياني الأكثر حظوظاً للمشاركة، وقد يستعين غيريتس ببعض اللاعبين كوليد الجيزاني وفيصل الجمعان، في الوقت الذي يرى أنهما قادران على الإنتاج بشكل مثالي للفريق. حراسة الهلال من دون اختبار من الأمور اللافتة خلال المباريات الأربع لفريق الهلال، أن حارس مرمى الهلال حسن العتيبي لم يجد «امتحاناً» صعباً يكشف مدى جهوزيته لحماية مرمى الهلال خلال موسم طويل وصعب المراس، بالذات أن طريقة لعب الفريق وقوة أفراده في الوسط «تحديداً» وفي الدفاع لا تساعدان المنافسين في الوصول بكل أريحية لمرمى العتيبي، ومن الملاحظات التي قد تؤخذ على العتيبي «السرحان» في بعض أوقات المباراة، وهو ما يجعله يخفق في بعض القرارات، كما حدث في خروجه من مرماه في مناسبات عدة. في الهلال الكل يسجل من تابع مسيرة الهلال في الموسم الماضي ومن يتابعها حالياً، سيجد «تميز» الفريق بتسجيل الأهداف بطرق مختلفة ومن لاعبي جميع المراكز، ولعل تصدر محمد الشلهوب في الموسم الماضي لهدافي الدوري والهلال له تأكيد للخطورة التي يمثلها لاعب الوسط في الهلال مع لاعب الهجوم، وربما تأتي المفاجأة من أحد قلبي الدفاع أسامة المولد وماجد المرشدي، لذلك لا غرابة أن يكون فريق الهلال الأكثر تسجيلاً للأهداف بين فرق دوري زين السعودي مع انتهاء الجولة الرابعة ب11 هدفاً في مقابل هدفين في شباكه.