يقولون"شر البليَّة ما يضحك"، وهو المطابق تماماً لأحوال الرئيس الاتحادي منصور البلوي، فالمتابع للبلوي بحيادية وعقلانية يجد في أمر هذا الشخص ما يدعو للضحك حقاً، ولكن يدعو أيضاً إلى الاستغراب والعجب، فقدرة هذا الإنسان على إطلاق كل هذا الكم من الوعود عبثاً من دون الاكتراث بهمِّ الإيفاء بها، يجعل منه شخصية منفردة ومميزة بحق، فهو الأكثر كلاماً والأقل فعلاً، لست أنكر بالطبع أن البلوي أوفى بما لا يزيد على عشرة في المئة مما نطق به ووعد، لكنه أخلف كثيراً، حتى أنك تعجز عن تذكر الإيجابي من أفعاله، فحادثة فيغو مثلاً جاءت كالصاعقة على الكثيرين، لا سيما أن الحدث كان مقرراً أن يكون تحت أنظار الإعلام الإماراتي الذي يجهل تماًماً خفايا هذا الرئيس، وكان كل توقعهم أن فيغو سيكون بينهم لتوقيع عقده، ليروا بأعين مجردة حجم ما نعانيه للأسف من تلميع إعلامنا لشخصيات لا تستحق حتى الحضور على الساحة، وغير فيغو كثير، فلنا في ياسر القحطاني مثال حين قال البلوي في لقاء تلفزيوني عندما سؤل عن القحطاني وعن نية تعاقدهم معه:"تأكدوا أن الاتحاد ما أن يدخل في مفاوضات حتى يكسبها"، وكالعادة حدث العكس. إن العقم الإداري الفني الجماهيري الذي ولَّده وجود شخصية إدارية قليلة الخبرة والحنكة والذكاء كمنصور البلوي لأمر يدعو للأسف، فهو المولِّد الأساسي لنظرية التكديس الهدَّام على مستوى البطولات المحلية، مفقدا بذلك الكثير من اللاعبين أهميتهم وحضورهم الدولي والمحلي، ولعل لنا في الودعاني وعبده حكمي مثال لا ينكره سوى جاهل، وغيرهم الكثير، وبعدهم سيأتي الكثير. أضف إلى ذلك كم القوانين التي ضرب بها هذا الرئيس عرض الحائط، فأخفى دور النظام وبعثه إلى نوم عميق من دون نية لظهور بوادره، فالبلوي لا يجد رادعاً عن مفاوضة أي لاعب يشاء في أي وقت يشاء، ولا يعنيه كون هذا اللاعب مرتبطاً بعقد معين بقي على نهايته سنة أو أكثر. إن الأرقام المهولة التي يطرحها هذا الرئيس على أوراق الصحف وفي شاشات التلفزيون صنعت له هالة إعلامية جعلته شخصية في نظر البعض لا تغفل حقاً ولا تنساه، وأخفت عن الكثير حقيقة هي للأسف الجزء الأكبر من الصورة، ولعل أحداثها تظهرها، فالتخلف عن دفع حقوق فندق في اليابان، ولاعبون نقرأ عن مطالباتهم في"الفيفا"، أمر بحق يخجلنا أن يكون منسوباً لرياضتنا بأي شكل من الأشكال. إن الطريقة الفاشلة التي حاول اتباعها البلوي بإضعاف خصومه لنيل الألقاب لم تعد إلا بالفشل عليه، وولدت من حوله فرقاً أكثر قوة وشباباً، وتركت له التنعم بلاعبين باتوا في أواخر أيامهم الرياضية. [email protected]