كي أقبل بجل ما يدور في الوسط الإعلامي الرياضي هذه الأيام، علي أن اقتنع بفكرة ينسجها خيالي، مفادها أن عدداً من الإعلاميين عقدوا اجتماعاً سرياً، واتفقوا خلاله على تنظيم سباق يتوج الفائز بلقبه، متى نجح في تحويل برنامجه التلفزيوني أو صفحته الرياضية إلى «أوقح متنفس» إعلامي. كل المحاولات في البحث عن حل آخر فشلت، «سباق الوقاحة» بات حقيقة لا يقبل الجدال، ما تبثه البرامج الرياضية اليوم للأسف لا يصب في بحر آخر، هذا الأسبوع اقتنعت تماماً بتفسيري الخيالي، خصوصاً بعد أن شاهدت أخيراً ما عرضه برنامج «في المرمى» بمسمى «لقطة ختام» فجر أمس (الثلثاء)، فهي بحق مثلت «لقطة ختام» جديدة، ختام الاحترام للمشاهد ختام العلاقة الرياضية بين أبناء الوسط، ختام كل ما يمت للرياضة بصلة. عبدالرحمن العمري حكم سعودي حاله كحال غيره من قضاة الملاعب يقضي أيام حياته في السفر والتنقل، مفارقاً أسرته لخدمة الرياضة لقاء عائد مادي «تافه»، للمساهمة في خدمة الرياضة السعودية، لكن برنامج «في المرمى» فجر أمس (الثلثاء)، وتحت حجة «اختلاف الثقافات» قرر «إهانة» الحكم، ولاعبين في الأهلي، بحثاً عن رقم جديد في عدد المشاهدين عبر «يوتيوب» أو سواه، من دون أن يراعي هذا البرنامج أن للحكم أبناء تسيء لهم مثل هذه الاهانات. ما حدث فجر «الثلثاء الأسود» هو نقلة جديدة في «سباق الوقاحة»، برأيي الشخصي أن طريقة عرض «لقطة ختام» والأغنية التي صاحبتها كانت ببساطة «أوقح مشهد رياضي في تاريخ كرة القدم السعودية»، شخصياً أتحدى معد البرنامج أو مقدمه أن يشاهد تلك اللقطة برفقة عائلته، فكيف بأسرٍ لا علاقة لها بالبرنامج؟ بل إن التحدي أبسط من ذلك بكثير أنا أتحدى أن يشرح مقدم البرنامج تلك اللقطة بالتفصيل، أتحداه أن يفسرها علناً على الهواء، هو يكتفي بالإساءة إلى غيره، معترفاً بشكل غير مباشر بهذه الإساءة من خلال خجله من التعليق عليها أو تفسيرها. لكل سواد وظلمة جانب مضيء، حتى وإن صغر في حالة فجر الثلثاء وجدتها في ردود فعل الشارع الرياضي الذي اتفق للمرة الأولى على سوء ما عرض، وخطورة عرضه، للمرة الأولى ألمس هذا الاتفاق من ألوان المدرجات كافة، على رغم اختلاف آرائها. ما حدث فجر أمس لم يكن وليد اللحظة، أو حكراً على برنامج معين بل هو نتاج خطوات إعلاميين عدة، قرروا كما ذكرت آنفاً أن يتخطوا حدود الوقاحة الطبيعية، ويصلوا بها إلى أبعد مدى، بحثاً عن نسب مشاهدة جديدة، على حساب جوانب بسيطة أخلاقية دينية ورياضية في كثير من الأحيان. كنت أتمنى لو تركت لنا «لقطة ختام» مساحة للتعليق بشكل يضمن وصول الفكرة الكاملة للقارئ، لكني وللأسف أجد نفسي أمام مشهد من المحرج ترجمته أو كتابته، لذلك أوجه مقالي لمن لعبت الظروف ضده فوجد نفسه يتلقى، ومن دون قصد إهانة مرئية بهذا الحجم. [email protected] adel066@