هيمن التصريح الصحافي الهجومي الخارج عن الروح الرياضية، الذي أدلى به أخيراً رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم يوسف السركال لإحدى وسائل الإعلام القطرية، حول الحكم السعودي الدولي خليل جلال، وتهجمه على الأخير من خلال وصفه بأنه أحد باعة"الفجل"في مدينة بيشة،"خليجي 18"، اذ استاء كل الإعلاميين والمتابعين والنقاد والجماهير من ذلك الهجوم اللاذع، الذي أقدم عليه ممثل الكرة الإماراتية السركال. وتسابقت مجموعة من الإعلاميين والجماهير السعودية للبحث عن السركال ومساءلته عن دوافع ذلك الهجوم المشين، مطالبته بتقديم اعتذار رسمي يطفئ شرارة التنافر التي أشعلها. غير انه توارى عن الأنظار لتستمر الشرارة في الاشتعال في جنبات الدورة الخليجية، التي تختلف في نسختها الحالية عن النسخ ال 17 الماضية، إذ إن تباعد مقار الوفود والمنتخبات والإعلاميين بعضها عن البعض، أسهم كثيراً في تدني مؤشر"التلاحم الأخوي بين الخليجيين"، اذ علت عبارات المنع الحمر واجهات تلك المقار التي أقرتها اللجنة المنظمة، فمنعت الإعلاميين من الالتقاء باللاعبين في مقر سكنهم في نادي الضباط، والاكتفاء بالالتقاء بهم في أحد ممرات النادي، بعد أن يمضي الإعلاميون ساعات طوالاً في طابور الانتظار لذلك. إلى جانب منع آخر من الالتقاء برؤساء الوفود في مقار إقامتهم، ما سبب ضعفاً كبيراً في عملية التواصل الخليجي بين أبناء الخليج. وخلال ذلك، فإن التنظيم في عملية وسائل المواصلات وعقد المؤتمرات الصحافية قبل المباريات والمنع اللافت الذي يتعرض له اللاعبون، أسهمت بدرجة كبيرة في خلق أجواء من التنافر بين الأشقاء الخليجيين. وزاد ذلك سوءاً إقدام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام هو الآخر على إطلاق شرارة هجومية، وذلك عندما أطلق على دورات الخليج عبر إحدى الصحف الخليجية بأنها دورة"حواري"، وذلك الهجوم اللاذع والمفاجئ الذي تقوده جهات رسمية كبرى على مستوى القارة الآسيوية، طعن قلب دورات الخليج النابض بالمحبة والتآخي والتلاقي الحميم والودي بين أبناء الخليج العربي، وأعطى الضوء الأخضر للتيارات المضادة الخارجية التي تعمل على إسقاط الدورة العتيقة من مكانتها الشاهقة على قمة الخليج العربي. وكان يوسف السركال قدم، اعتذاره للسعوديين نظير ما بدر منه تجاه حكم مباراة منتخب بلاده الافتتاحية أمام عمان، السعودي خليل جلال بعد قوله ليذهب لبيته لبيع الجرجير"ذلك إثر مكالمة أجراها مع قناة الكأس القطرية التي أثارت موقف السركال، خصوصاً من صالح الداود وحمد الدبيخي، اللذين شنا هجوماً عنيفاً على السركال وطالباه بتقديم الاعتذار، السركال الذي استجاب للمطالب السعودية، خرج عبر قناة الكأس، وقدم اعتذاره وأكد أن ما قاله لا يعدو سوى ثورة أعصاب وقع تحت تأثيرها من جراء ما تعرض له منتخب بلاده من ظلم تحكيمي على حد قوله، إلا إنه تراجع وقال إن ذلك لا يبرر ما قاله، وزاد السركال انه يحترم السعوديين كافة، وكذلك مدنها وأنه لم يشر من بعيد ولا من قريب عن مدينة بيشة، وانه كان يعني بيشة الشركة وطالب السركال، من حمد الدبيخي أن يكون أكثر هدوءاً ولبقاً في الحديث بعد أن قال الأخير في محور حديثه حول مطالبة السركال بالاعتذار"إن من أمن العقاب أساء الأدب"وكانت الحلقة التي بثت عبر قناة الكأس ساخنة من خلال العديد من المداخلات، خصوصاً تلك التي أجراها فهد الهريفي، الذي اتهم قناة الكأس بإثارة المشكلات وطالبها بعدم تضخيم الأمور قبل أن يوجه انتقاد حاد للبحريني حمود سلطان، إلا إن الأخير الذي كان منفصلاً من خلال دخوله في عدد من المشاحنات، قدم رداً قوياً على الهريفي بمطالبته بالكف عن توجيه النقد لكرة السعودية، إذ قال حمود سلطان للهريفي:"أنت أكثر من انتقد الكرة السعودية بسبب أو من دون سبب، وأنت ممن ينطبق عليك المثل لا يعجبه العجب ولا الصوم في رجب.