لا تستغرب لو كنت في إحدى عواصم العالم وسمعت صوتاً عربياً يترنم بنشيد عن"طيبة"، أو أدرت التلفاز إلى إحدى القنوات الفضائية المتزاحمة، ورأيت مشهداً للمسجد النبوي مصاحباً بأناشيد شجية عن الشوق والحنين إلى المدينةالمنورة وساكنيها، تؤديها مجموعة من الأطفال. في العام الماضي، شهد شريط مسجل يحوي عدداً من الأناشيد رواجاً كبيراً، بعد أن سوقته إحدى المؤسسات المحلية، وتخاطفته أيدي الحجيج لتنقله عبر العالم. وعلى رغم أن جميع الأناشيد المسجلة على الشريط هي باللغة العربية، إلا أن مبيعاته لم تقتصر على العرب، بل أقبل عليه أيضاً الحجاج من كل الجنسيات، كشريط مسجل أو قرص مدمج مصاحب بصور ومشاهد للمدينة المنورةومكةالمكرمة. وأوضح اختصاصي التسويق في إحدى الشركات المتخصصة في إنتاج مثل هذه الأناشيد أحمد منصور، أن تنفيذ مثل هذه الأناشيد بدأ من إحدى المؤسسات الوطنية، وعندما لاحظت بقية المؤسسات الإقبال الشديد على مثل هذه النوعية من الأناشيد، وخصوصاً من قبل الحجاج والمعتمرين والزوار بادرت هذه المؤسسات إلى تقليد الشريط، وسجلت أناشيد أخرى تحاكيها، فبدلاً من"يا طيبة يا دوا العيانا"ظهرت أنشودة يقول مطلعها"يا مكة يا دوا العيانا"، مع الحفاظ على اللحن والموسيقى الحزينة التي تعطي طابعاً روحانياً بعض الشيء فيه من الشوق والحنين إلى زيارة هذه الأماكن والبقاع المقدسة. ويؤكد إبراهيم حسين أحد البائعين لهذه الأناشيد، أن الإقبال عليها منقطع النظير، إذ وصلت أرقام المبيعات إلى الملايين، ويحرص الجميع على حمل هذه الأشرطة كهدايا، سواء أكانت أشرطة مسجلة أو بنظام ال"دي في دي". ويؤكد حسين أنه لا يمكن حصر الأعداد التي تم بيعها من هذه الأشرطة، إذ أن نسخ هذه الأشرطة يتم بشكل يومي، مشيراً إلى غياب المتابعة الدقيقة لذلك الأمر مثلما يحدث في أشرطة الأغاني الطربية وخلافه. ولفت إلى أن بيع هذه الأشرطة لا يتم وحسب في محال التسجيلات، إذ أصبحت تباع في أي مكان يوجد فيه زوار أو معتمرون أو حجاج، مثل محال البقالة، وأماكن السكن، وبائعي الهدايا، وغيرها من الأماكن. وبدأت بعض القنوات الفضائية في بث هذه الأناشيد، ففي حصر أجرته"الحياة"أمس لعدد مرات بثها كانت هناك قناة محلية واحدة على الأقل تبث أنشودة"يا طيبة"، فيما كانت قدمت ثلاث قنوات غير ناطقة باللغة العربية ببث هذه الأنشودة مع تكرارها مرات عدة. وسعت"الحياة"إلى معرفة مؤلف كلمات الأنشودة الأبرز من ضمن هذه الأناشيد، وهي أنشودة"يا طيبة"إلا أنها لم توفق في ذلك، إذ توجد في السوق عشرة أناشيد لها اللحن نفسه، ولكن تختلف الكلمات، وكل ما استطاعت الوصول إليه أن هناك من نسبها إلى أطفال المدينةالمنورة، وآخر ينسبها إلى مجموعة من المؤدين في الشام، أما في إندونيسيا فقد قيل أن فرقة تدعى"سنيتا رسول"هي أول من أدى هذه الأنشودة، فيما يقول موقع إلكتروني إن الشاعر الذي كتب كلماته هو بدر عبدالله السالم، وإن فرقة نور الأحساء هي من أدتها، ولكن بالتأكيد تم عمل تقليد لها مشابه لما حدث في دمى الأطفال الغربية التي تم تعريبها.