تعد الهدايا المكية المفعمة بعبق نسائم المشاعر المقدسة من الأشياء التي يحرص زوار المسجد الحرام على حملها في حقائب عودتهم إلى بلدانهم، فيعتبرونها تلويحة الوداع الأخير لأطهر بقاع الأرض، وبصمة ذكرى تجدد الحنين. ويحرص المغادرون للبقعة المقدسة على حمل شيء من الذكرى كهدية يقدمونها لمنتظريهم فيبحثون عن صور الحرمين، القلائد، الدروع التذكارية، ماء زمزم والسبح، والخردوات التي تفوق أصنافها 300 صنف تدر 80 مليون ريال، 70 في المائة منها تصب في جعبة الأسواق المجاورة للحرم. وأكد شيخ طائفة السبحية في مكة فايز الزهراني أن مؤشرات فواتير المبيعات تشير إلى أن ثمة إقبالا متزايدا من معتمري الخارج على الشراء، مبينا أن القاسم المشترك في المعروض لا يخرج عن السبح الخشبية والبلاستيكية لرخصها وسهولة حملها، تبيعها 150 محلا متخصصة في بيع السبح. ويبحث الزائر للحرم المكي عن نوع آخر من الذكرى حيث يحرص المغادرون على حمل شيء سمعي لأشهر أئمة الحرم فيتوجهون صوب 40 محلاً تخصصت في التسجيلات الإسلامية فيتردد عليها المعتمرون ليحملوا في حقائبهم تسجيلات سمعية ومصاحف يقدمونها لمن يحبون. وبين أحد الباعة في محل تسجيلات إسلامية أن طلبات المعتمرين تتركز على حقائب المصاحف السمعية التي تشهد إقبالاً من المعتمرين، مشيراً إلى أن هناك قنوات جديدة طرقتها محلات التسجيلات الإسلامية لرفع عائداتها في المنطقة المركزية، بإنتاج المصاحف المرتلة والموجهة لطلاب العلم مثل المصاحف الخاصة بتعليم القراءات العشر، مصحف ورش والقراءة براوية حمزة عن خلف. وأكد محمد أكبر عامل في محل تسجيلات إسلامية، أن السوق بحاجة إلى الأشرطة المترجمة لكبار العلماء والدعاة وذلك إلى عدة لغات أخرى مثل الأوردية، والفرنسية، والإنجليزية مشيراً إلى أن من بين الفرص التي لا زالت مهيأة للاستثمار صناعة حوامل المصاحف، التي استحوذ عليها المنتج الأجنبي بنسبة 95 %.