من الصعب جداً أن تجمع كل أفكارك وكل أمانيك وتهانيك بالذكرى الوطنية للوطن وولاته وشعبه في أسطر معدودات، وتبقى المحاولة في الكتابة في هذا الشأن مثل دخول عملاق المصباح في القمقم الخاص به، لكن هذا الحدث السنوي يتجدد معنا، ونذكر نعمة الله علينا، خصوصاً إذا نظرنا في حال الدول والشعوب التي تعاني الأمرين في أرزاقها وأمنها ونهضتها، نعيش هذه الذكرى ونستحضر تلك الصور التاريخية المشرقة لهذه الدولة العظيمة، التي انطلقت تحمل راية التوحيد، ودستور الشريعة الإسلامية، قبلة للعالم الإسلامي في تبني كل القضايا الإسلامية والعربية. إخواني وأحبتي، في هذا الوقت الذي تضطرب فيه الأوضاع من حولنا، وتقع الفتن والحوادث التي نشاهد صورها في الفضائيات، ننعم بحمد الله تعالى في وطن آمن، وفي حياة رغدة هانئة، يحسدنا عليها الآخرون، ولكن بعض الأغرار والأشرار من بني جلدتنا، وممن يستظلون تحت سمائنا ويعيشون بين ظهرانينا، احتوتهم الشياطين، وسلموا عقولهم لغيرهم، وانقلبوا بتزيين الشيطان وتضليله، آفة من الآفات ومنغصاً من المنغصات، ولكن خابوا وخسروا بفضل حماية الله تعالى لهذا البلد الأمين، ثم بفضل رجال الوطن الأشاوس، الذين كمنوا لهم بالمرصاد، يسجلون ملاحم رائعة في الوطنية والذود عن حياض الوطن. يجب أن نقدر النعمة التي نعيشها، ونشكر الله تعالى عليها، ونجعل أيدينا في أيدي ولاة الأمر، ونمتثل لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:"الدين النصيحة"وكررها ثلاثاً، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم". والحديث عند البخاري ومسلم، ولعله صريح الدلالة في النصح والإخلاص للوطن والشعب وولاة الأمر، وجعل الولاء لهم وعدم خيانتهم، لأن أدنى شيء من تضييع الأمانة في الحفاظ على مقدرات الوطن ومكتسباته، خيانة لله ولرسوله ولولاة الأمر، إن التوجهات الإصلاحية التي تبناها خادم الحرمين الشريفين، والتي ظهرت آثارها ثماراً يانعة في سياسة توازنية، أضفت مزيداً من التقدم الحضاري والثقافي والاقتصادي على فئات الشعب المختلفة، وغدت سعادة المواطن وصحته وتعليمه هدفاً عالياً للحكومة، ولعل الشعار الذي رفعه الملك"من نحن من دون المواطن"، علامة فارقة في طريقة عناية الدولة بالشعب بين الدول، هذه التوجهات والوفر العالي في الموازنة لهذا العام والعام المنصرم، يوثق العلاقة بين القيادة والمواطن، ويجعلها في أحسن حالاتها، ومن تلك الصور حملة المليون توقيع"شكراً يا ملكنا"التي انطلقت واستجاب لها الكثير من الناس عبر الانترنت، ورسائل الجوال، والبرامج الإذاعية، يمر بنا اليوم الوطني ونحن نستشرف مرحلة جديدة، بأحلام وأمان لهذا الوطن، بأن يكون القادم أكثر إشراقاً ورخاء في سياسة الإسراع في صناعة المشاريع الخدمية الخاصة بالمواطن، وإلى الذكرى المقبلة والجميع والوطن وولاتنا بألف خير. عبدالمنعم الحسين عضو جمعية الإدارة السعودية عبدالمنعم الحسين عضو جمعية الإدارة السعودية