دشنت لجنة"إبداع"في نادي الطائف الأدبي، مساء الاثنين الماضي، فعالياتها لهذا الموسم بأمسية شعرية شارك فيها الشاعران عبد الله الوشمي ومحمد الفوز، وأدارها الشاعر حمدان الحارثي. وبدأ الأمسية الشاعر الوشمي بقصيدة"نقوش على يافطة ثوب"وقصيدة"أغنية النخيل"، ومنها:"أذكر الآن أن الحقول التي حدثتن/وباحت بسيرتها للمطر/قالت:الرمل سيدنا/قلت: والنخل/ قالت محدثتي: /حرة/ كلٌّ أوراقه/ ما انحنت للفصول". كما قرأ قصائد مثل"الرائحة"، و"قاب حرفين"و"أبجدية لشاعر لم يأت بعد". وتميزت قصائد الوشمي بصور مركبة، تعتمد على تقنية المقاطع واللقطات الفنية. ثم قرأ الشاعر الفوز قصائد عدة مثل:"طغيان اللذة"و"ممرات عجولة"و"جناح"و"نافذة الريح"وقصيدة"آهات اليدين"ومنها : هو آخر المشوار يفتح سلماً للوقت/ يؤلم خافق المشوار/ لا أحرس الخطو القديم بموعد يهذي/وأثمل في مهب العار/ كالهم يأخذ صورة للروح/ تخطفها الجهات بغفلة البحار". وواصل الفوز قراءاته فقدّم"يغرق البحر"و"نبأ الرمل"وقصيدة"ليل القرامطة". ثم بدأت المداخلات فقال الدكتور محمد الشرفي:"إن الوشمي يهندس في لوحته لتقنية تفلت منها الصورة حيناً، وتعود حينا آخر إلى عدم متابعتنا للنصوص كتابياً". في حين رأى الدكتور عاطف بهجات"أن عمودية الفوز أكثر وضوحاً من رمزية قصائده التفعيلية الأخرى". وكان الدكتور فوزي خضر قاسياً نوعاً ما على الشاعرين، عندما قال:"لا بد من أن يكون لكل شاعر استقلاليته المتجددة، بعيداً من اجترار الصور التراثية القديمة عند سلفه من الشعراء". وتناول الدكتور احمد عبدالعزيز قضية التأثر، رأى أن الوشمي"تأثر باستحضاره للقديم وربطه بالمعاصر، في ومضات تتلمس اليومي المعاش، وأما الفوز فقد ورث ضبابية وغموض الشعر العربي في إحدى فتراته، ووظفه على شعره الحالي". أما الدكتور مصطفى السعدني فقال إن الوشمي لديه"حرفية شعرية في تحويل الفكرة العادية إلى أخرى مشوقة، ذات صورة متكاملة، ووصف لغة الفوز بأنها آسرة مع استغراق رومانتيكي عميق". وفي الختام شكر الدكتور عالي القرشي المشرف على لجنة"إبداع" أعضاء اللجنة ورئيسها القاص طلق المرزوقي، للإعداد الجيد لهذه المناسبة، ثم تحدث حول الشاعرين فقال:"إن الوشمي أعاد العلاقة بين نبض الشعر والأشياء البسيطة الثياب، الأقلام، الخيمة. وعن الفوز قال القرشي:"انه يوغل في التجربة الشعرية بتشظي الشاعر وآلامه التي يعانيها". وتناول ما يقدم من آراء نقدية في الأمسيات عموماً، قائلاً:"إنها قراءة أولى للنص، وتعتبر قاصرة إذا ما نظرنا إلى مسيرة المبدع وتجربته المتكاملة بتعمق أكثر".