عاندت الكرة لاعبي المنتخب السعودي للناشئين وحرمته شرف الوصول لأكبر المحافل العالمية لكرة القدم، نهائيات كأس العالم، المقررة في سيئول الكورية، ذلك بخسارته مباراة ربع النهائي الآسيوي أمام المنتخب السوري بهدفين مقابل هدف، المنتخب السوري شكل أخيراً عقدة نفسية كبرى للاعبي"الأخضر الصغير"، خصوصاً أن آخر اللقاءات بينهما كانت لمصلحة المنتخب"الأحمر". وعلى رغم البداية المتواضعة للمنتخب السعودي ووقوع لاعبيه في حال ارتباك باكرة، مكنت منافسهم من الوصول لشباكهم من دون مقاومه تذكر، إلا أنهم تمكنوا بسهولة في العودة القوية لأجواء المباراة واستطاعوا معادلة النتيجة وتهديد المرمى السوري في الكثير من الفرص التي تصدى لها ببسالة احمد مدنية نجم المباراة من دون منازع. البداية كانت مثالية من لاعبي منتخب سورية الذين بحثوا عن فرض سيطرتهم من خلال تطبيق الهجوم الضاغط وخنق لاعبي"الأخضر"في منطقة الدفاع، حتى تمكن المشاغب محمد جعفر 9 من استغلال المساحة المتروكة له داخل المنطقة المحرمة وحول كرة زميله زياد عجوز العرضية داخل مرمى نايف العنزي، وسط غياب تام من المدافعين عواجي ومحمد ابوسبعان، حال التوهان هذه كادت تكلف المنتخب السعودي هدفين آخرين 15 و17 لولا تدخل القائم الأيسر في إنقاذ الأخيرة منها، حال الارتباك هذه صعبت المهمة وأجبرت اللاعبين على الوقوع في هفوات الأداء الفردي من الدوسري وفلاته والشهري تحديداً، وسرعان ما بدأ لاعبو"الأخضر"في تنظيم الصفوف والعودة للمباراة مع ربع الساعة الأخير من هذا الشوط، بل والوصول للمرمى السوري بتسديدة قوية من السفري 35 حولها مدنيه لضربة زاوية كانت هذه الكرة نقطة تحول كبرى للمتبقي من هذا الشوط. التغيير الذي أحدثه كونز، مع انطلاق الشوط الثاني بالزج بالمهاجم محمد هزازي على حساب المدافع عبدالله مجرشي، كان صائباً وهو يسهم في تحقيق هدف التعادل 46 إثر جمله تكتيكية رائعة ترجمها الخطر فهد الدوسري داخل المرمى السوري، أسهم هذا الهدف في رفع معنويات اللاعبين وحفزهم لتحقيق الهدف المنشود وهو الفوز بهذا اللقاء بتسجيل هدف ثانٍ عقب الفرص السانحة للتسجيل 58.60.61 لكن كان للحارس السوري المتألق احمد مدنية رأي آخر وهو يتصدى لها ويبطل مفعولها، حتى أن المنتخب السوري انتظر الخسارة وأصبح مستسلماً أمام التفوق الميداني"للأخضر"، لينتظر بصيص أمل أن تسنح له كرة مرتدة أو خطأ قريب في منطقة الخطر لربما يتمكن فيها من التسجيل، وهو ما تحقق من كرة ثابتة 73 عاقب فيها محمد جعفر المدافعين ومن ورائهم مدربهم كونز بهدف آخر قلب موازين ومجرى هذا الشوط ويحقق فيها حلم الوصول لنهائيات كأس العالم وخروج المنتخب السعودي خالي الوفاض من هذا المشوار.