بهذا المفهوم النازي، استمر القتل الجماعي في الهجوم المتعمد لإسرائيل، وأعطاها العذر لانتهاك أرواح المدنيين العزل من النساء والأطفال بوجه خاص، استيقظ العالم ليشهد ما تحصده الأراضي اللبنانية في يومها ال19 الذي كان لقانا موعد آخر من نوع خاص، ليرى فيه العالم شيئاً بعيداً من الإنسانية، وحقوقها التي باتت حبراً على ورق أكثر مما نراه على أرض الواقع. والسؤال الوحيد والمتفق عليه من الجميع، أين ما يجري في لبنان من الاتفاقات، إضافة إلى البرتوكول الدولي لحقوق المدنيين والعزل وقت الحرب؟ من الذي يتحمل المسؤولية؟ وإلى من توجه أصابع الاتهام؟ هل يقع اللوم على من أعطى الأوامر لهذه العملية أم من قام بالتنفيذ؟ إن الذي حدث وباختصار شديد منذ اليوم الأول للعدوان، هو نوع جديد من سوق بورصة الموت، التي أوجدتها إسرائيل ضد الشعب العربي، ورأت في لبنان خير مكان لإقامتها فيه، ما شد أنظار العالم كي يتابع الحدث أولاً بأول، إذ بات الوضع الأمني في المنطقة وما يجري في الساحة اللبنانية الشغل الشاغل للمواطن العربي، خصوصاً وهو يتابع على مضض ارتفاع مؤشر الموت والدمار الذي خلفته آلة الحرب النازية. ففي كل يوم تنضم مدينة لبنانية لتأخذ نصيبها من القتل والتشريد لأبنائها، وهاهي حصيلة الحصاد الجماعي ترتفع في قانا لتنال حظها من لعبة الدمار وتتطاير الأشلاء الصغيرة، معلنة عن فظاعة الجريمة التي يرتكبها نازية العصر، الذين يحزنهم تعالي ضحكات الأطفال! إن الذي يحدث شيء يتعدى حدود المعقول إلى اللا معقول، ولكي نفهم حقيقة ما يدور على الساحة العربية، وفي شكل عام، هو إننا نتعامل مع عدو لا يفهم معنى الحرية والعيش بأمن وسلام، وهذه حقيقة لابد أن نسلم بها، ونواجه العالم بها، حتى لا تحصل لدينا ازدواجية في تفسير الأحداث، ليكون كل عمل نقوم به دفاعاً عن الحقوق الشرعية انتهاكاً سافراً للحقوق نستحق عليه العقاب، وإن كل ما تقوم به إسرائيل من دمار بشري واقتصادي، حق شرعي تستحق عليه المساندة والدعم الكاملين. إن الفرق كبير بين أمتنا الإسلامية المحبة للسلام وبين من عرف عنهم نقض العهود وخيانة الوعود، فهل نتوقع غير هذا من عدو هو راع لعملية الدمار الشامل في المنطقة، وهل هذا شيء جديد على شعب"السام"، الذي يزداد نشوة أمام ارتفاع أعداد القتلى، ويرقص طرباً عند رؤية مظاهر الهدم والدمار وحصيلة اليوم ال19 كان للأطفال فيها الشيء الكثير، لإسكات صوت الطفولة البريئة إلى الأبد وفق سياسة تخطيطية يومية، ليعيد التاريخ نفسه في قانا ويعيش هذا الجيل الواقع المرير والمدمر، الذي طالما سمعوا وقرأوا عنه القصص التي روتها وترويها الجدات، لتغمض عيونهم الجميلة على حلم يعد الطفولة بغد واعد ومستقبل أفضل. ولم يستمر الحلم طويلاً، لتوقظهم آلة الحرب الإسرائيلية، بما أعدت من أجل عيونهم في ترسانتها العسكرية المملوءة بالقنابل الذكية وعناقيد معقودة بالغضب وأنواع مختلفة من الأسلحة المحرمة دولياً، بيد لا تعترف بالحرمة البشرية، والتي لم يسلم من دمارها حتى المساعدات الإنسانية وهيئات الإغاثة الدولية، لتحول المنطقة إلى بؤرة معزولة عزلاً كاملاً، عن كل ما يمت بصلة إلى العالم...، فهل هو حقد دفين في نفوس هؤلاء النازيين؟ أم هو نوع من التخطيط التكتيكي لمنع العالم من الوقوف على حقيقة ما حدث ويحدث من جراء آلة الحرب الإسرائيلية؟ التي تنشر رائحة الموت وعلى غرار الطريقة المعروفة لديهم، السام عليكم فهل من المعقول أو من الممكن أن يسعى للسلام من رفع شعار السام. [email protected]