انفجر صمته وتقدم نحوها وصفعها على وجهها، ثم مال نحو مقعده الوثير وأسقط جسده في داخله، واضعاً رأسه بين كفيه وأخذ ينتحب بالبكاء، ثم اشار اليها بسبابته، وقال: انت طا... هرولت نحوه وكممت فاه بيديها لتمنعه... وأخذت تردد لا... ارجوك لا تنطقها، انا احبك، فأخذ يضحك ساخراً، ثم امسك بيدها قائلاً: ارجوك لا تدنسي طهارة الحب... احمرت وجنتاها وانتفخت اوداجها من شدة الغضب ومالت نحوه لتصرخ: انت السبب، نعم انت السبب، انت احببت مالك واستثماراتك، حتى احاديثك معي كانت لغة ارقام، سحقاً لهذا المال، لهذه الثروة، ماذا جنيت انا منها، انا لست صفقة من صفقاتك، ولا سهماً من استثماراتك، انا انسانة، حتى هذا تجاهلته، كنت اصفف شعري وألبس اجمل حللي وازين وجهي، وانظر اليك منتظرة لو كلمة واحدة تغدق بها علي، كنت اتمنى ان أشدك من ثوبك لأقول لك انظر اليّ، تأمل جمالي، قل كلمة واحدة ترضي غروري كأنثى، كنت تخرج من المنزل فأسقط جسدي على سريري وأجهش بالبكاء، تباً لهذا الجماد ألا يتحرك. في لحظات كثيرة تضعف فيها المرأة بعد مشكلة ما او حدث، كنت اتمنى ان تقف الى جانبي حتى ولو بكلمة احس بها انني استظل بظل رجل يساندني، حتى في هذه كنت اتردد، ارجوك تكفيني مشكلاتي، كنت اتمنى في يوم ما ان تسألني رأيي في شيء ما حتى احس ان لي كياناً، بل كنت اتردد وانت ايش عرفك، لا وألف لا. صممت لحظة ان احرك هذا الجماد، ان اُقتل فيك غرور الرجل، ان تعرف ان المرأة ليست قطعة أثاث تزين بها منزلك، انا امرأة لها كيان وحقوق، اقول لك نعم، اقول الحقيقة التي يجب ان تعرفها، أنا لم اخونك يوماً ما وذلك ليس لشيء، بل لأنني امرأة طاهرة من عائلة عظيمة بمبادئها واخلاقياتها، ولأنني احبك فقط اردت ان ازرع الشك في داخلك. لقد اختلقت المحادثات والخروج، حتى الرسائل التي وصلتك الى مكتبك عبر الفاكس والتي كانت فحواها التشكيك بي، كنت انا من ارسلها، واخرجت له اصول هذه الرسائل من دولاب التسريحة في غرفة نومها ونثرتها بين يديه، وأخذ يلملم الرسائل ثم اخذ يقرأها بشغف والدهشة ظاهرة في ملامحه، ثم اخذ يتمتم ويحمد الله ثم مال نحوها وصرخ بأعلى صوته: مجنونة انت كنت ستقضي على حياتنا، على حبنا ثم تأملته واخذت تضحك بسخرية انتقاماً لما فعله سابقاً وهي تمسح الدموع التي سحت من عينيها، قائلة: انت آخر من يتكلم عن الحب، ثم أخذا يقهقهان من الضحك والدموع تنهمر من عينيهما ثم اعتذرت له عما بدر منها من جنون، كاد يؤدي الى طلاقهما، كما اعتذر لها وتعهدا أن يتشاركا معاً في كل خطوة في حياتهما. [email protected]