ضاق بها ذرعاً وهي تلف يدها حول عنقه وتشده من ياقة ثوبه حتى اشرأب عنقه وانتفخت أوداجه... ثم صرخ في تجهم يردد... اتركي عنك جنونك، أبعدي يدك عني... توقفت، أبعدت يدها بحركة سريعة، ثم خيم صمت رهيب بينهما... أخذ ينظر إليها وفي عينيه انكسار، تعلن عن اعتذار... انتفض جسدها وتحركت بسرعة نحو غرفتها، وألقت بجسدها على السرير، دفنت وجهها بين يديها وأخذت تنتحب بالبكاء، الدموع تسح من وجنتيها... تقدم نحوها بخطوات عدة وهو يردد اعتذاره لها، ثم صمت في سكون... بكاؤها بدد الصمت، وحرك في داخله شجون حب وذكريات مضت... ثم في لحظة توقف مع نفسه... أحس بالجرم المشهود الذي وقع فيه، فقال لها معتذراً: صدقيني إنها لحظات شيطانية... الإنسان أهواء ورغبات! نظرت إليه والدموع تنسكب من عينيها وكأن لسان حالها يقول والإنسان عقل أيضاً؟ استدرك قائلاً: صدقيني، أحياناً يغوينا الشيطان فلا نضع لعقولنا أي اعتبار إلى أن ينتهي الشيطان منا، فتعود لنا عقولنا ونعيش لحظات الندم... زوجتي الغالية أعلم كم هو خطأ فادح، ولكنه لا يصل إلى مرحلة الخيانة... اعتبريها نزوة، نادم عليها ولن أكررها، بل لأعيش بعدها لك مدى الدهر... رفعت رأسها، وردت بصوت حانق غاضب: بل هي خيانة يندي لها الجبين!! أجابها: أرجوك اصفحي عني، لا تدمري حبنا، عودي كما كنت... قوية كشجرة الصبار... لا تحركك الرياح والأعاصير، فلكل جواد كبوة يعود بعدها أقوى وأفضل مما كان. أنهى حديثه بينما هي قد لبست عباءتها لتقول له في لحظة وداع: دعني أذهب لأجمع وأرتب بقايا صورة لإنسان أحببته، وأخلصت له، وتربع على عرش قلبي سنوات... أتمنى أن أنسى لتعود صورته كما كانت، وصفعت الباب من ورائها لتتركه في لحظات ندم يضع كفاً على كف، ويردد:"لا حول ولا قوة إلا بالله". نبيل الكويتي [email protected]