تسهم المؤسسات والهيئات الدولية في التصدي للإرهاب، حيث تصدت الجمعية العامة للأمم المتحدة لظاهرة الإرهاب منذ عام 1972، باعتبارها من الظواهر الإجرامية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين. وأصدرت الجمعية العامة عدداً من القرارات في هذا الشأن من أهمها: القرار رقم 3034 الصادر في 18-12- 1972، الذي أبدت فيه الجمعية قلقها الشديد إزاء تزايد أعمال الإرهاب الدولي، وحثت الدول على إيجاد حلول عادلة وسليمة، تسمح بإزالة الأسباب الكامنة وراء أعمال العنف. وأكدت الجمعية في قرارها حق جميع الشعوب الخاضعة لأنظمة استعمارية أو عنصرية أو غيرها من أشكال السيطرة الأجنبية في تقرير المصير والاستقلال، وأيدت شرعية كفاحها طبقاً لأهداف ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة والقرارات الصادرة عن الجمعية العامة، كما دانت الجمعية أعمال القمع والإرهاب التي تلجأ إليها الأنظمة العنصرية والأجنبية، لحرمان الشعوب من حقها المشروع في تقرير المصير والاستقلال وحقوق الإنسان الأخرى وحرياتهم الأساسية. وصدر عدد من القرارات يدين الإرهاب الدولي ويحث الدول على التعاون من أجل مكافحته ومنعه ومعاقبة مرتكبيه. وأصدرت الجمعية العامة قرارها رقم 3034 المؤرخ في 18 -12- 1972 بإنشاء لجنة خاصة معنية بالإرهاب الدولي، وتشكلت اللجنة في 35 دولة منها الدول العربية والإسلامية الآتية: تونس، الجزائر، اليمن، سورية، إيرانتركيا. وتفرعت من هذه اللجنة لجان عدة: اللجنة الأولى تختص بتعريف الإرهاب الدولي، واللجنة الثانية تختص بدرس الأسباب الكامنة وراء تفشي ظاهرة الإرهاب الدولي. واللجنة الثالثة خاصة ببحث التدابير اللازمة لمنع الإرهاب الدولي ومكافحته. وأنشئت بناء على قرار مجلس الأمن رقم 1373، الذي اتخذه مجلس الأمن في الجلسة رقم 4385 المنعقدة في 28 -12- 2001، وهي لجنة تابعة لمجلس الأمن، أنشئت وفقاً للمادة 28 من نظامه الداخلي الموقت، وتتألف من جميع أعضاء المجالس لتراقب تنفيذ القرار رقم 1373 لسنة 2001، بمساعدة الخبرات المناسبة. كما أنشأت هيئة الأممالمتحدة في عام 1999 فرعاً لمنع الإرهاب، يعمل في تعاون وثيق مع المركز لمنع الإجرام الدولي، وكذلك مع مكتب الأممالمتحدة للشؤون القانونية في نيويورك بوصفه المرجع في الشؤون القانونية المتصلة بالإرهاب. وتركز أنشطة الفرع على البحث والتعاون التقني، وعلى تشجيع التعاون الدولي في مجال منع الإرهاب. وتتضمن الأنشطة البحثية للفرع جمع قاعدة معلومات وتحليل هذه المعلومات ونشر نتائج الدراسات، كما يقوم المركز باستخلاص الدروس المستفادة من العمليات التي تقوم بها الدول لمكافحة الإرهاب ومد الدول الأخرى بهذه الدروس، ويشجع الفرع الدول أعضاء المجتمع الدولي على الانضمام إلى الاتفاقات والبروتوكولات الدولية الصادرة في شأن مكافحة الإرهاب الدولي، وتطبيق هذه الاتفاقات عن إيمان واقتناع. وتعد المنظمة الدولية للشرطة الجنائية الانتربول قناة الاتصال بين أجهزة مكافحة الإرهاب، وأصبح ل"الانتربول"دور مهم كقناة تبادل معلومات وتسليم المجرمين في جرائم الإرهاب الآتية: الاعتداءات الخطرة على حياة الناس وسلامتهم البدنية، احتجاز الرهائن أو اختطاف الأشخاص، الاعتداءات الخطرة على الأموال كالاعتداء بالمتفجرات، الأفعال غير المشروعة المرتكبة ضد سلامة الطيران المدني. إلى ذلك، يشهد العالم تطوراً هائلاً في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وذلك لان التغيرات المتسارعة التي ترتبت على التقدم الهائل في وسائل الاتصالات وأنظمة المعلومات الالكترونية، شملت معظم النواحي الحياتية، وكانت أشبه ما تكون بالثورة في حياة البشرية وأسلوب حياة الناس. فسهلت الاتصالات الحديثة نقل الأفكار والبيانات والتوجيهات من خلال الشبكات الإرهابية، ووفرت لها أنظمة المعلومات الالكترونية تدفق سيل من المعلومات اللازمة لتنفيذ عملياتها الإرهابية. فأجهزة الهواتف المحمولة وأجهزة الهواتف التي تعمل عن طريق الأقمار الاصطناعية والانترنت، والفاكس والبريد الالكتروني والحاسبات الآلية وغيرها، أصبحت وسائل شائعة الاستعمال لدى التنظيمات الإرهابية، وأعطتها مساحة لا يمكن تصديقها من المرونة في العمل، ومكنتها من زيادة أنشطتها، وجعلت الإرهاب يتحول في شكل متزايد إلى إرهاب عابر للحدود الوطنية لأية دولة. +