نظّم نادي أبها الأدبي مساء الاثنين الماضي أمسية شعرية للشاعرتين حليمة آل عبدالله وجميلة الأسمري ، وأدارتها نادية الفواز التي تطرقت في البداية إلى الوضع الأليم في لبنان، وقرأت مقطعاً من قصيدة"بيروت" لمحمود درويش ، ثم قدمت تعريفاً مختصراً بالشاعرتين. وقرأت جميلة الأسمري قصيدة وطنية، ثم انتقل الميكرفون إلى حليمة التي قرأت قصيده عن فلسطين. بعد ذلك قرأت جميلة قصيدة"أخاديد دمعة"في رثاء والدها، ثم قرأت قصيدة"وسط الهجير"عن معاناة المشردين وعذاباتهم. بينما قرأت حليمة قصيدة"نياف"عن ابنتها، وقصيدة أخرى بعنوان:"مصافحة حلم". وفي ختام الأمسية قرأت جميلة قصيدتين غلب عليهما طابع الحزن والرثاء، وختمت حليمة الأمسية بقراءة قصيدتين عن ذكرى لقاء الحبيب وفراقه. خلال المداخلات أشاد الدكتور عبدالله الحامد بالشاعرتين والقصائد، بخاصة تلك التي تعبر عن تجربة فردية وليس عن قضايا عامة. في حين اعتبر علي بن فايع الألمعي"أن الشاعرتين لم تدركا قيمة الصورة الشعرية وأهميتها في توصيل المعنى للمتلقي". ويمكن القول أن الأمسية تعتبر نموذجاً للشعر النسائي في عسير ونتاجاً للثقافة المحلية، التي تقرر الأشكال المسموح بها لممارسة التعبير، وترفض نمط الكتابة النسائية بما تحمله من خصوصية ذات قيمة إبداعية، تفصح عن قضاياها وهمومها الوجودية المتجاوزة لعقبة النسيان أو التهميش. القصائد عمودية وتقليدية في مواضيعها وطريقة صياغتها ، وتتمحور حول الرجل وتدور في أفلاكه. ولم تحضر الذات في القصيدة، الذات التي تعكس جوهر وحقائق الأشياء من حولها وتصف رؤيتها للحياة، وتعبر عن تجربتها وتبوح بشفافية عن مكنوناتها وعن تمرد الأنثى في داخلها.