شهدت أمسية الجنادرية الشعرية التي احتضنها نادي جدة الأدبي أحداثا ديناميكية كان بطلاها رئيس النادي الدكتور عبدالمحسن القحطاني والشاعرة هدى الدغفق يساندها في البطولة الشاعر محمد زايد الألمعي. بدأت الجولة الأولى من الأمسية التي حضرها صاحب السمو الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي آل سعود وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي، بعد أن دعا القحطاني الشاعرة الدغفق لإلقاء قصائدها من القسم النسائي لترفض هذا الطلب وتتقدم لمنصة المسرح أمام الحضور من الرجال قائلة: «أنا أعرف كيف أتعامل مع الموقف»، ولكن مداعبة القحطاني للشاعرة لإثنائها عن التقدم لم يثن الدغفق التي صعدت إلى المسرح في أسلوب استفزازي محاولة أخذ الميكرفون لإلقاء قصائدها، مما اضطر رئيس النادي إلى القول «الدغفق ليست الأولى التي تقف هنا في مواجهة الرجال»، مخاطبا الحضور «فرحتها بكم هو الذي قادها لمقابلتكم وجها لوجه». هذا السيناريو الذي دار بين القحطاني والدغفق سانده الألمعي بعد أن صعد إلى المسرح لإلقاء قصائده، قائلا «ما حدث من تلاسن شيء من القبح يطاردنا في كل مكان، أنا أعرف الدكتور عبدالمحسن القحطاني فهو صاحب عقل نير، لكن ذلك التوجس من العقول المظلمة التي تتربص بنا في كل مكان هي وراء هذا التلاسن»، ليجيب القحطاني «في مساء جميل كهذا المساء تعرفون أن هذا المنبر له حرية وله قيمة وله رهبة»، وأضاف معبرا عن موقف الدغفق وتوجه مخاطبا الألمعي «لا أظن أن بيني وبين أي شاعر ملاسنة وما أنا هنا إلا واحد منكم والمنبر منبركم جميعا وكل يتحمل ما يصنع.. هذا المنبر منكم وإليكم، إن أطعتموني خيرا وإن عصيتموني فخيركم خيرين»، عندها تراجع الألمعي عن موقفه. الأمسية التي نظمها الحرس الوطني للقطاع الغربي بالتعاون مع النادي الأدبي في جدة، شهدت أيضا اعتذار الشاعر عبدالكريم الطبال عن الحضور، لكن شعراءها الآخرين الدكتور عبدالله الوشمي، أحمد بخيت، محمد زايد الألمعي، عيسى جرابا، والشاعرة هدى الدغفق كانوا متميزين في طرحهم الذي تنوع بين الوطني والغزل والرثاء، لكنه غلب عليه القصائد الموجهة للمرأة مناصرة وراثية وممجدة لدورها، من أبرزها إهداء الشاعر المصري قصيدة للراحل الشاعر محمد الثبيتي، فيما وجه الوشمي وجرابا والدغفق قصائد رثائية للوالد والأم والأسرة.