اعتمدت عائلات خططاً بديلة عن السفر في هذا الصيف، وحولت فائض الوقت لديها في القيام بمشغولات يدوية للمشاركة بها في فعاليات تُقام في الأشهر المقبلة، سواء في الصيف أو موسم بدء الدراسة. وتقوم نساء، يجتمعن مساء كل يوم أو في نهاية الأسبوع، بحياكة خيوط وتصفيف سعف النخيل أو التطريز والغزل، للخروج بأعمال يدوية يشاركن بها في مناسبات مقبلة. وتستعد رئيفة نواف في كل عام مع مجموعة من صديقاتها للبدء في العمل اليدوي، خصوصاً في ميدان تغليف الهدايا وتجميع قطع من الأحجار الكريمة، لعمل إكسسوارات. وتعتبر أن"مثل تلك الفرص تنموية"، وترى أن"الأوقات لا تُعوض"، وتحاول في كل مرة ابتكار عمل جديد مختلف عن السابق، وتقول:"أحاول إضفاء لمسات وألوان مختلفة على ما يُعرض في الأسواق، تمنحها شكلاً آخر، وهذا بالنسبة للإكسسوار، أما المناظر والسلال وغيرها، فتحاول والدتي وصديقاتها الانشغال بها، حيث يتم إخراجها في شكل جميل". وتستوحي رئيفة أفكارها من عالمها الخاص، خصوصاً في الأعمال الفنية، وتوضح"أعتقد أن مثل تلك الأعمال المهنية، لن تتطلب أن تنتظر معارض سنوية وإنما يكون بيعها يومياً". وتنهمك نور سليمان في أعمالها اليدوية، مستغلة أوقاتاً معينة لإنجاز منتجات متميزة. تستعد لعرضها في الكثير من المناسبات، وتقول:"أستوحي أفكاري في كل ما أنتجه، وأحاول التركيز على استعادة ما هو قديم وتصنيعه بطرق متطورة، كسلال القش وتصفيف السعف بأشكال مختلفة والتطريز على الخيش". وتعتبر نور أن"هذه الأعمال تطوير لمهارات العمل اليدوي، وتصقل المواهب". وهناك من يتجهن إلى محطة أخرى، في تفصيل الملابس والرسم عليها، معتبرات أن"فرصة بيعها في الوقت الراهن قليلة لعدم وجود الزبائن"، مضيفات"أن المعارض التي تُقام في الجمعيات الخيرية والمجمعات التجارية والمراكز النسائية فرصة للبدء في انجاز تلك الأعمال السنوية". وتشرف سارة العميري على معارض سنوية، وتعمل على تصميم برامج سياحية تحفز النساء على زيادة الإنتاج اليدوي في شتى أنواعه، وتقول:"استغلال المرأة إجازة الصيف تعتبر خطوة لزيادة مشاركتها في المعارض التي ستقام"، وتقيم العميري في كل عام دورات متعددة مجانية حول ما يهم الأسر المنتجة، وتوضح"أقمت العام الماضي عدداً من الدورات، وهذا العام أنهينا دورة حول زراعة الأسماك، بالتعاون مع لجان التنمية المحلية، وسيتم إعادتها من جديد، وهي تدور حول زراعة الأسماك وزراعة النباتات الداخلية وأحواض السمك، وهناك برامج أخرى متعددة ومتنوعة سواء في النخيل أو الأقمشة والملبوسات والأغراض الشعبية"، وتشير إلى أن"الكثير من الأسر المنتجة تطالب بافتتاح معارض لتشارك فيها، وهناك نساء من مختلف مناطق الشمال والجنوب يتأهبن لخوض التجربة خصوصاً أن ما يستهويهن من العمل اليدوي هو الإحساس بالفن"، وتحفز العميري النساء على زيادة الإنتاج الشعبي في منتجات النخيل كالخوص الذي يستعمل لأغراض عدة كصناعة السلال والمراوح وأشكال متعددة، إضافة إلى الغزل والمنتجات العطرية والبخور وصنع البهارات، وتقول:"لابد من توفير الحاجات الرئيسة للبدء في مشاريع الإنتاج اليدوي سواء للحرفيات أو غيرها".