تعد مصادر الدخل اهم اسباب الحياة للفرد والأسرة والمجتمعات من خلال الفرص الوظيفية المتعددة، ولكن في المناطق النائية في المملكة، ومع قلة فرص العمل الوظيفية هناك مصادر اخرى عديدة للدخل تعد بدائية ما زال المواطنون متمسكين بها في البادية، وترتكز مداخيلهم على الرعي وما تنتجه الماشية ويعتمدون في مداخيلهم اليومية على عمل النساء في صنع السمن البري والإقط (المضير) إضافة للمشغولات اليدوية وتقوم كل ربة منزل بما يتطلبه منزلها من مشغولات وأدوات تصنع باليد، مثل الشك والتطريز والخياطة وكلها حرف يدوية تقوم بها النساء، ومن ثم عرضها للبيع في الأسواق وبأسعار جيدة. "الرياض" وخلال جولة في المناطق النائية التابعة للطائف سجلنا ابرز اعمال المواطنين التي اعتمدت على الرعي للماشية والحرف اليدوية، وهي تمثل نسبة 100% من دخل ابناء البادية، الا ان الاستثمار الأمثل غائب تماما عن هذه الثروة. ويقول المواطن سعود نهار البقمي: يشكل الرعي وتربية الماشية مصدر الدخل الوحيد لنا كبادية، حيث نقوم ببيع المواشي اللاحمة بعد تربيتها ويزدهر سوقها في مواسم مهمة مثل عيد الأضحى المبارك، وفي مواسم الامطار والربيع، حيث تتراوح الأسعار للخراف من 550إلى 900ريال ويعتمد مربي الماشية على جلبها لأسواق المدن التي تستوعب إعدادا كبيرة من الماشية للاستهلاك يوميا، كما تقوم النسوة بتصنيع اللبن والزبد والإقط والسمن كمنتجات من الحليب وكلها نتاج بدائي للأسر لدينا في البادية وتشكل دخلا إضافيا، حيث يتراوح كيلو الأقط المضير بعشرة ريالات وسعر كيلو السمن الجيد في المتوسط 100ريال ويرتفع في موسم رمضان إلى ان يصل إلى الضعف. كما ان النساء يقمن بعمل مشغولات يدوية من جلود الأغنام وصوفها تباع بأسعار جيدة تتراوح من 150ريالا، إلى 200ريال مثل العابة والمزودة التي حلت محلها حاليا الشنطة. ويشير البقمي إلى ان تجارة الماشية تبدو من ظاهرها مربحة، ولكن معاناة اصحاب الماشية كبيرة لعدة امور منها استهلاك قطعان الماشية للأعلاف التي تحتاج إلى مصروف كبير في مواسم الصيف، وغياب الأعشاب الربيعية، كما ان اكبر ما يواجه الرعاة هو جلب المياه، والذي يشكل عائقا مهما في ازدهار تجارة الماشية في البادية. صناعة الخوص السعفيات: يقول فهيد حمود الذيباني: ما زالت صناعة الخوص والسعفيات في المناطق الريفية والزراعية من اهم الصناعات الواسعة الانتشار في وقتنا الحاضر ويتفاوت انتشارها وإتقان صنعها تبعاً للكثافة في زراعة النخيل وفي السكان وتستخدم صناعة الخوص أوراق شجر النخيل (سعفها) مما سهل للنساء ممارسة هذه الصناعة اليدوية، ولذلك نجد إلى يومنا هذا أعداداً كبيرة من المواطنين يعتمدون على هذه الصناعة ويتخذونها حرفة لهم ومصدر دخل يومي بل شهري وأدوات العمل الرئيسية فيها بسيطة وميسورة وهي اليدان والأسنان بالدرجة الأولى والحجارة أو المخايط أو المخارز التي تقوم مقام الإبرة بالدرجة الثانية إلى جانب بعض الأدوات الأخرى، كالمقص ووعاء تغمر فيه أوراق النخيل، حيث يصنع منه السلال والسفرة والموازين والحصير وسلال الحمالات الكبيرة والمصافي والمكانس وغيره ومن الجريد تصنع الأسرة والأقفاص والكراسي، وتتميز أعمال الخوص بأن النساء يعملن في هذه الصناعة ويقمن بها إلى جانب أعمال النسيج الأخرى ويعد ذلك من المهن التي تدر دخلا إضافيا للأسر .