تبخرت أجواء ودعوات اللعب النظيف في كأس العالم لكرة القدم 2006 مع أخطاء الحكم الروسي فالنتين ايفانوف وعنف وسوء سلوك لاعبي البرتغالوهولندا، وشهدت مدينة نورنبيرغ الألمانية أسوأ مباريات المونديال على مر العصور. إيفانوف أخرج البطاقة الصفراء أو الحمراء بمعدل غير مسبوق، ووصل الأمر إلى بطاقة لكل أربع دقائق ونصف الدقيقة، ووصل العدد إلى 20 بطاقة 16 صفراء و4 حمراء، وكلها أرقام قياسية سلبية في التاريخ.إيفانوف أفسد المباراة في الدقيقة السابعة بتخاذله المؤسف والمقصود في مواجهة العنف والإيذاء المتعمد من المدافع الهولندي خالد بلحروز في وسط الملعب ضد نجم البرتغال كريستيانو رونالدو، وترك بلحروز الكرة تماماً، وتعمد مهاجمة رونالدو بقدمه في الفخذ، وهي ضربة لا تنتمي إلى كرة القدم، وتمثل خروجاً واضحاً وبشعاً على كل قواعد كرة القدم واللعب النظيف، وخرقاً لمبدأ الحفاظ على النجوم. ولكن كل تلك المخالفات لم تهز شعرة عند إيفانوف، واكتفى بالبطاقة الصفراء، وهو الأمر الذي أعطى انطباعاً لكل اللاعبين بهشاشة الحكم وعدم قدرته على الحزم في مواجهة الألعاب المؤذية، وكان ذلك سبباً في تفشي تيار العنف من البداية حتى النهاية. إيفانوف شعر بالذنب وتأكد أنه ظلم البرتغاليين لا سيما بعد استبدال رونالدو، وسعى داخلياً إلى التعويض، وهو الأمر الذي منعه من إنذار كوستينيا في الدقيقة 41 عندما ارتكب مخالفة بالغة الوضوح وتستوجب بطاقة صفراء، ولأنه كان حاصلاً على إنذار سابق، والتكرار يؤدي إلى طرده تغاضى إيفانوف عن الإنذار واكتفى بالتحذير لتعويض الخطأ العجيب الذي اقترفه في البداية في حق المنتخب البرتغالي. ولم تمر دقائق حتى أجبر الأحمق كوستينيا الحكم إيفانوف على إنذاره وطرده عندما قطع الكرة بيده بشكل بالغ الاستهتار، ولم يكن أمام الحكم خيار آخر سوى الطرد، وانتهى الشوط الأول ببطاقة حمراء تأخرت كثيراً وبطاقتين صفراوين للهولنديين فان بوميل وبلحروز وبطاقة برتغالية لمانيش، وانفجرت الأمور سوءاً في الشوط الثاني، وتضاعفت البطاقات مرتين، وأخرج ايفانوف بطاقة في الجانبين، ولو استخدم بنود القانون بطريقة سليمة مئة في المئة لأخرج البطاقة أكثر من مرة، وهو تغاضى عن إنذار أو طرد لاعبين آخرين حتى لا يقل عدد اللاعبين عن العدد القانوني، ولكنه اضطر لطرد بلحروز وفان برونكهورست من هولندا وديكو من البرتغال لنيل إنذارين، ونال الحارس ريكاردو وبيتيت ونونو فالنتي ولويس فيغو من البرتغال إنذاراً وشنايدر وفان دير فارت من هولندا، ولن يجد الحكم إيفانوف مكاناً بعد اليوم في المونديال.