هل كان على الحكم الروسي إيفانوف أن يحول مباراة البرتغالوهولندا إلى ليلة اكتست باللون الأحمر، بطرده أربعة لاعبين بالبطاقة الحمراء؟ الإجابة بنعم أو لا هي من شأن رجال قانون كرة القدم، ومن يحدد القول الفصل هم المختصون بعالم التحكيم وشؤونه، أما بالنسبة إلينا نحن المتابعين، فنرى أن الحكم الروسي إيفانوف كان حاضراً بقوة، وكل البطاقات الحمر كانت مستحقة، وان كان أغفل طرد فيغو بعد أن ضرب برأسه فان بومل، لكن الحكم المساعد ايضاً يشاركه المسؤولية. هل نقول ان الفريقين أفسدا متعة كأس العالم؟ أم هما ذكّرانا بطبيعة كرة القدم التي لا تعترف بالمثالية طوال الوقت؟ بل إن جزءاً من متعتها لا بد من أن يشوبه الخروج على المألوف. 98 دقيقة لعبها الفريقان، قدما فيها كل أنواع اللعب المسموح والممتع، وعكسه الممنوع والممل، مانيش يسجل ولا أروع، العارضة تحرم كوكو من هدف التعادل، بطاقة حمراء للبرتغالي كوستينهو ثم يتبعه بلحروز، ويلحقهما ديكو، ثم يختمها إيفانوف بفانبيركهوست، قتال في كل كرة بين اللاعبين، الحكم قريب من كل تداخل. المدربان سكولاري وفان باستن قدما حضوراً يدل على قدرتهما التدربية، تغييراتهما كانت منطقية، توجيه اللاعبين أشعرنا بأن هناك عملاً تدريبياً يقوم به المدربان. في الوقت الذي نجح فيه نجوم البرتغال ديكو وفيغو ورونالدو - قبل اصابته - لم نلحظ أي عمل يشار إليه بالبنان من جناحي هولندا فان بيرسي وروبين، والأخير تحديداً لم يفعل شيئاً أمام الدفاع البرتغالي. واذا كان لا بد من الإشادة، فإن مدافعي البرتغال نجحوا في تحييد كل مفاتيح اللعب الهولندية بالطرق المشروعة، بغلق كل المساحات أمام انطلاقات الهجوم البرتقالي، وعلى العكس منهم كان الدفاع الهولندي سيئاً، ونجح في اخراج رونالدو، لكنه لم يمنع الهدف البرتغالي. مدرب البرتغالالبرازيلي فيليبو سكولاري أمام تحد من نوع خاص، فهو حقق مع منتخب بلاده البرازيل كأس العالم السابقة، لكن تكرار انجازه مع الفريق الملقب بپ"برازيل أوروبا"يبدو صعباً، ربما يساعده في مساعيه الروح المعنوية التي يمتاز بها لاعبو البرتغال، وهو ما حقق لهم التأهل إلى الدور الثالث. بدوره، صنع مدرب هولندا ماركو فان باستن، في أولى تجاربه التدريبية دولياً، فريقاً شاباً سيكون له شأن على خريطة الكرة العالمية. ومضات أخيرة - اذا استمر المنتخب الانكليزي يلعب بمهاجم واحد هو روني، فإن ذلك سيجعل المهاجم الصغير يعيش تحت ضغط هائل، وربما يؤثر في نفسيته داخل الملعب، وهو ما ظهر به أمام الاكوادور، عندما دخل في نقاش مع الحكام أكثر من مرة. - الكثير من المدربين تصنعهم بطولة كأس العالم وأبرزهم سكولاري، وآخرون يعرفون طريق الشهرة في"المونديال"، وآخرون لم تتح لهم فرصة التدريب في المحفل الدولي لكنهم الأبرز عالمياً، ومنهم مدرب تشلسي خوزيه مورينيو، ومدرب الأرسنال ارسن فينغر.