بعد مضي اقل من ستة أشهر على فرار خمسة أشخاص من سجنين في المملكة، أحدهما في الرياض والآخر في الخرج، كثفت الأجهزة الأمنية جهودها للقبض عليهم، بعد تحريات دقيقة وتعميم هوياتهم على المنافذ الحدودية ونقاط التفتيش، التي تحتوي على أرقام هوياتهم المدنية ومصادر تلك الهويات. العمليات الأخيرة التي بدأت منذ العاشر من أيار مايو الماضي، قادت الجهات الأمنية الى موقع أحد الفارين، إضافة إلى مواقع بعض من تحوم حولهم الشبهات من المتورطين مع أصحاب الفكر الضال، ما أسفر عن اعتقال 43 شخصاً من جنسيات مختلفة. وكان محمد الجليدان فر من أحد سجون الرياض، وظهر في شريط فيديو، يشرح فيه قصة هروبه، وأعلن خلاله أن شريطاً آخر سيبث قريباً يشرح فيه كيفية هروب كل من: نايف حمد الشيباني ومشعل عبدالله الرشود وحمود بن مقبل الحبردي ومشاري محمد المقاطي، الذين فروا من أحد السجون في الخرج. لكن الأجهزة الأمنية تمكنت من رصد الشيباني والقبض عليه في شمال المملكة، وتابعت تعقبها لبقية الفارين، الى أن تم الإجهاز عليهم في حي النخيل شمال الرياض، وقتل من الهاربين من السجون الجليدان والحبردي والرشود، فيما تبقى مشاري المقاطي. وكان الفارون الأربعة من سجن الخرج تسلقوا أسوار مبنى السجن بالتنسيق مع آخرين كانوا ينتظرونهم خارج أسوار السجن في سيارة من نوع جي أم سي وهي السيارة التي كان ينوي الإرهابيون الفرار بها من حي النخيل. إلى ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي ل"الحياة"ارتباط الخلية المكونة من تسعة عناصر، أحدهم من الجنسية العراقية، التي تم القبض عليهم أخيراً في حفر الباطن، بالخلية التي دهمتها قوات الأمن في حي"النخيل"في الرياض أول من أمس، وأسفرت عن الإجهاز على ستة من الإرهابيين واعتقال السابع، بعد إصابته إصابة بالغة. وقال التركي:"إن الخليتين تتفقان من حيث التأثر بالفكر التكفيري، والأهداف الإرهابية"، لكنه لم يوضح ما إذا كان هناك ارتباط وثيق أو انهما يتبعان لتنظيم واحد وأن أهدافهم مشتركة. ولم يوضح التركي ما إذا كانت الخلية التي تم ضبطها في حفر الباطن ترتبط بتنظيم"القاعدة"في بلاد الرافدين، واكتفى بالقول إن"تحقيقات جارية وسيتم الإعلان عن نتائجها في الوقت المناسب". وكانت قوات الأمن دهمت أحد المخيمات في المنطقة الصحراوية التابعة لمحافظة حفر الباطن، وألقت القبض على أربعة أشخاص ثلاثة سعوديين وعراقي، جميعهم من المطلوبين للجهات الأمنية، وتم التحفظ في موقع الحادثة على أسلحة ووثائق، كما تم إلقاء القبض على تسعة سعوديين من أعضاء هذه المجموعة متورطين في أنشطة المجموعة الأولى. وتأتي هذه العملية عقب أن شهدت المناطق الصحراوية التابعة لحفر الباطن، قبل نحو عامين، مطاردة ثلاثة مطلوبين أمنياً، أسفرت عن إصابة سبعة من رجال الأمن، وتم خلالها استخدام الطائرات العمودية.