علمت "الحياة" من مصادر موثوق بها أن أحد المطلوبين أمنياً سلم نفسه إلى السلطات السعودية طواعية قبل نحو أسبوع. وأوضحت المصادر أن المطلوب المتورط بعمليات لوجستية لخدمة الخلايا الإرهابية، يعتبر كنزاً من المعلومات، خصوصاً تمويل الخلايا والطرق المستخدمة في الحصول على الأموال، وكذلك دور بعض العاملات في مجال الدعوة في إقامة الندوات والمحاضرات بهدف الحصول على الأموال اللازمة لاستمرار عمل الخلايا. ولم تكشف المصادر هوية المطلوب وأهميته، إلا أنها ذكرت أنه قدم معلومات مهمة ساعدت في الحصول على المزيد من الأدلة. كما أنه تعاون مع الأجهزة الأمنية وأجهزة التحقيق في كشف بعض من العمليات التي يخطط الإرهابيون لتنفيذها في السعودية خلال شهر رمضان. ولمح مصدر أمني سعودي إلى أن "حدوث مثل هذا الأمر وارد، خصوصاً بعد الاعترافات التي أدلى بها إلى التلفزيون السعودي قبل نحو أسبوعين كل من خالد الفراج وعبدالرحمن الرشود، وكشفا خلالها بعض الممارسات اللاأخلاقية لهؤلاء الإرهابيين"، مشيراً إلى أن "عدم إعلان أي تطور أمني مماثل يعود إلى الحفاظ على سرية التحقيق والافادة القصوى من المعلومات التي يدلي بها أي مطلوب يسلم نفسه". وكان أحد كتّاب "الانترنت" المشهورين بتطرفهم ومساندتهم للخلايا الإرهابية، كتب في منتصف شهر آب اغسطس الماضي مقالاً على الشبكة أعلن فيه توبته وكشف بشكل مفصل عن خلايا إرهابية وتحدث عن دوره في تفجير مجمع المحيا، وقال في مقالته: "لقد تأثرت بالاعترافات التي بثها التلفزيون السعودي لعبدالرحمن الرشود وخالد الفراج، خصوصاً مقتل والد الفراج أمام عائلته، وقررت أن اسلم نفسي إلى السلطات الأمنية السعودية طواعية، وان أخبرهم بكل مخططات الخلايا". وتحدث الكاتب بالتفصيل عن كيفية جمع الأموال، وقال: "لقد جندنا بعض الداعيات لهذا الغرض وكن يجمعن أضعاف ما يجمعه الرجال ويحصلن في بعض الأحيان على مليون ريال في يوم واحد"، مشيراً إلى أن الأموال التي تجمع كانت تسلم إلى عبدالله الرشود المطلوب الرقم 24 على قائمة ال26، وانهم استخدموا اسماء ومؤسسات خيرية معروفة. وأكد كاتب المقال أن سبب توبته يعود إلى الشريط الذي بثه التلفزيون السعودي لاعترافات الفراج والرشود، وأنه بعد عرض الفيلم فكر ملياً بوضعه والدور الخطير الذي يقوم به في مساعدة هؤلاء الإرهابيين، وبعدها توجه إلى أحد الهواتف العمومية واتصل بأحد رجال الدين واستفتاه بالأمر، فدعا له الشيخ بالهداية وطلب منه الرجوع إلى الحق. وبعد يومين عاود، وهو يبكي، الاتصال بالشيخ عند الواحدة صباحاً وطلب منه أن يلتقيه وأن يخلصه من العذاب الذي يعيشه. وأضاف: "ورغم تأخر الوقت، إلا أن الشيخ التقاني في المكان الذي حددته له ودار بيننا حديث طويل قررت على إثره تسليم نفسي".