بدأت إدارة سجون محافظة جدة صباح أمس إطلاق سراح أول دفعة من السجناء المشمولين بالعفو الملكي، ووصل عدد المفرج عنهم إلى 51 سجيناً من السجناء الذين تنطبق عليهم الشروط الواردة في التوجيه الخاص بتنفيذ المكرمة الملكية، فيما أطلقت سجون محافظة الليث 30 سجيناً. وتواصل اللجان المشتركة النظر في أوضاع السجناء أعمالها بإشراف من المدير العام للسجون في محافظة جدة اللواء أحمد الزهراني، إذ وصل عدد الدفعات المفرج عنها حتى عصر أمس إلى خمس دفعات. وهنأ اللواء الزهراني السجناء بالإفراج عنهم، وحثهم على أن يراعوا الله في أنفسهم، وأن يصلحوا أحوالهم، ويعقدوا النية على عدم الرجوع لما ارتكبوه، مؤكداً لهم أن الدولة توليهم اهتماماً خاصاً، وتعنى بهم وتدعوهم دائماً إلى الخير، وتؤهلهم لأن يكونوا أعضاء صالحين يسهمون في خدمة وطنهم ودينهم. وأشار إلى أن العمل على إطلاق جميع السجناء الذين تنطبق عليهم الشروط سيستمر من قبل اللجان المشكلة للنظر في أوضاعهم، وموافقتهم للشروط الواردة في توجيه خادم الحرمين الشريفين. وأضاف اللواء الزهراني أن الدفعة الأولى من السجناء ستشمل سجناء الحق العام من المواطنين والمقيمين والمسجونين في قضايا جنائية وغيرها فيما سيتم درس أوضاع الذين عليهم مبالغ مالية حتى يتم إطلاقهم. وكانت"الحياة"رصدت مشاعر فرح السجناء الذين جرى إطلاق سراحهم صباح أمس من اللحظة الأولى لانطلاقتهم إلى الحرية بعد العفو الملكي الكريم، وكان في مقدمة المهنئين للسجناء اللواء الزهراني الذي وزع عليهم نسخاً من القرآن الكريم، إضافة إلى الكتب الدينية الأخرى كهدايا للسجناء المفرج عنهم. وأعرب عدد من السجناء المفرج عنهم عن شكرهم وامتنانهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على مكرمة العفو، مؤكدين أنها ستكون دافعاً لهم للسير في طريق الصواب، وتجنب الوقوع في الأخطاء، وإشغال أنفسهم بما يفيدهم ويخدم مجتمعهم ويسهم في استقرار أوضاعهم لخدمة وطنهم وأنفسهم وأسرهم ورد الدين لقيادتهم. وقال أحد السجناء المفرج عنهم م ز:"إن هذه المكرمة ليست غريبة على خادم الحرمين الشريفين فهو أهل المكارم"، مشيراً إلى أنه تبقى من انتهاء محكوميته أربعة أشهر. وبدت مشاعر الفرح واضحة في ملامح السجينين ن ا وخ م اللذان انطلقا بسرعة في اتجاه البوابة الرئيسة للسجن بعد تسلم الهدايا المقدمة لهم من اللواء الزهراني. وأعربا عن شكرهما لخادم الحرمين الشريفين على مكرمة إطلاق السجناء، مؤكدين العزم على عدم العودة إلى السلوك الخاطئ، إذ أن من يسلك هذا الطريق فمصيره السجن الذي هو بمثابة تكفير للذنوب. يذكر أن هذه المكرمة الملكية التي أصدرها الملك عبدالله تشمل التسديد عن الموقوفين في الحقوق الخاصة ممن عليهم ديوناً أو ديات وثبت عجزهم، إضافة إلى بعض سجناء الحق العام الموقوفين والمحكومين في جميع سجون السعودية خصوصاً ممن لا تندرج قضاياهم في الجرائم الكبيرة. وكان المدير العام للسجون في السعودية اللواء علي الحارثي أوضح أن المكرمة تشمل أربعة من السجناء السعوديين والوافدين، وتستثني منه 14 جريمة، وذكرت مصادر ل"الحياة"أن السجناء المتورطين في تشغيل الأموال مثل قضايا"سوا"و"مشغلي البورصة"وغيرهم من قضايا جمع الأموال لن تشملهم المكرمة. فيما توقعت أن يطلق سراح أكثر من 1300 موقوف من سجن جدة العام، بعد تشكيل اللجان الخاصة بذلك، لتواصل أعمالها من أجل الإسراع في إنهاء إجراءات الخروج، وإطلاق سراح السجناء والسجينات المعفى عنهم في أسرع وقت.