لم يجد لاعبو فريق الشباب صعوبة في السيطرة على أجواء مباراتهم أمام السد القطري عقب تنفيذهم المتقن لتكتيك المدرب عبداللطيف الحسيني الذي انتهج أسلوب الضغط على لاعبي السد في مناطقهم الدفاعية عقب انقضاء الدقائق الخمس الأولى من الشوط الأول مرحلة جس نبض، وجاء تفوق الشبابيين نتيجة للحيوية والنشاط والتركيز الذي دخل فيه لاعبو الفريق للمباراة، وكانت منطقة الوسط الأكثر حيوية بإجادة الموينع وأحمد عطيف ونشأت أكرم في الجهة اليسرى وعبده عطيف في الجهة المقابلة الضغط على لاعبي السد واستخلاص الكرة منهم أو إجبارهم على لعب الكرات الطويلة التي أجاد دفاعا الشباب صديق والحمدان في التعامل معها وإبطال خطورتها. وفاجأ الحسيني منافسه مدرب السد فوساتي حينما طلب من حسن معاذ وعبده عطيف زيادة الضغط والهجوم من جهة السد اليسرى لمعرفته المسبقة أن فوساتي رمى بتركيزه الكبير على إيقاف الجهة اليسرى التي يتمركز فيها زيد المولد ونشأت أكرم. ووفق الحسيني أيضاً في استغلال ارتباك مثلث العمق السداوي كوني وآل بريك ومحمد ربيع حينما ترك الحرية للشمراني بالتنقل بحسب اتجاه الكرة مع المساندة من أترام. حتى أن الهدف الأول الشبابيين نشأت أكرم أعطى الدلالة الكبيرة أن الخلل والارتباك هو سمة مدافعي السد في هذا الشوط، وذلك حينما فشلوا في فرض الرقابة الصارمة وأخفقوا في المتابعة في آن واحد، ليجد أترام نفسه بشكل مفاجئ منفرداً بالحارس محمد صقر25 نتيجة لتواصل الهفوات الدفاعية السداوية. وبما أن الفريق الشبابي وبفضل تركيز وحيوية وانتشار لاعبيه تمكن من الاستحواذ والسيطرة على منطقة المناورة فقد أدت هذه الأفضلية لعزل الخطير تينيريو عن لاعبي وسط السد، وانعدمت الخطورة على مرمى خوجة نهائياً، بل إنهم تحصلوا على هدف تعزيز من رأسية الشمراني39 في وقت مهم كمكافأة وترجمة حقيقة لسيطرتهم واستغلالاً لحالة الارتباك التي عاشها مدافعو السد في هذا الشوط. وعلى رغم البداية الجيدة للسد مع الشوط الثاني إثر إجراء فوساتي التغيير الهجومي بالزج بفيليبي على حساب المدافع الأيسر علي ناصر، إلا أن الهدف الثالث للشباب 55 لأترام في ظل السيطرة والخطورة التي تميز فيها لاعبو السد قد بعثرت أوراق فوساتي وأجبره على المغامرة في الوقت المتبقي حينما أشرك المهاجمين علي عفيفي وخلفان إبراهيم لعل وعسى أن يلحق بتعديل النتيجة. ولم يكن السد محظوظاً في تسجيل هدف في منتصف الشوط إثر التراجع الغريب في الأداء الشبابي والاطمئنان باكراً للنتيجة ما كلفهم تسجيل السد لهدفين متتاليين من طريق الخطير تينيريو الذي استغل حالة السرحان وهبوط المخزون اللياقي لدى لاعبي الشباب. الهلال والعين كاد فريق الهلال يفقد فرصة المنافسة على البطاقة الذهبية إثر تفريطه في الشوط الأول بتسجيل عدد من الأهداف نتيجة للهجمات الخطيرة التي تحصل عليه لاعبوه إثر هيمنتهم وفرض أسلوبه على فريق العين من الدقائق الأولى من المباراة، وإن كانت الطريقة التكتيكية للفريق"الأزرق"طرأ عليها بعض التعديلات من كليبر الذي زج بالجابر مهاجماً آخر بجانب القحطاني، وأعطى كماتشو التمركز في الطرف الأيمن في منطقة الوسط والشلهوب في الجهة المقابلة على أن يبقى البرقان والغامدي صمامي أمان في عمق الوسط وأدوارهما تعتمد على تغطية تقدم كامل الموسى الظهير الأيسر أو الشلهوب وكماتشو. إلا أن مدرب العين المنسي حاول وقف هذا الاندفاع المتوقع بتثكيف منطقة الوسط بخماسي يملك الخبرة والقوة في الأداء متمثلاً بالوهيبي ودياكية وهلال سعيد وسبيت خاطر وأمامهم كيلي وحرص على إبقاء مدافعيه الأربعة في مناطقهم وعدم منح مهاجمي ووسط الهلال أي مساحة قد تستغل، حتى إن الهدف الهلالي 32 جاء من تسديدة كماتشو البعيدة نظير التكتل الدفاعي لفريق العين، وأثرت الهفوات الدفاعية من المفرج وتفاريس في نهج الهلال الهجومي وتخوف لاعبي الوسط والهجوم من تعديل النتيجة نتيجة لهذه الهفوات الكبيرة التي لم يتعامل معها جيداً لاعبو العين. وبالفعل ونتيجة للهفوات الدفاعية تمكن العين من زيادة الصعوبات على لاعبي الهلال بوصولهم لشباك الدعيع 48. أعطى هذا الهدف أفضلية لفريق العين حتى جاء تدخل كليبر في وقت جيد 63 بإخراج"المصاب"كماتشو والزج بفهد مبارك الذي شغل الوسط الأيمن واستغل مهاراته وسرعته في خلق كثير من المشكلات لمدافعي العين نتج منها الكثير من الأخطاء ويحسب لكليبر أن هذا التغيير أجبر الجابر على الوجود في العمق، وهذا ما أدى إلى ارتباك مدافعي العين ولجوء جمعة خاطر إلى ارتكاب خطأين خطيرين داخل منطقة الثمانية عشرة تم التجاهل عن الأول مع الجابر واحتسب الحكم الثاني لمصلحة القحطاني83. ولم تكن التغييرات الهجومية التي أجراها محمد المنسي للعين ذات فائدة خلال الوقت المتبقي عقب التكتل الدفاعي الهلالي الذي حرم العين من تشكيل أي خطورة فعلية على مرمى الدعيع.