أربك مدرب نادي الشباب الوطني عبد اللطيف الحسيني حسابات منافسه مدرب الهلال البرازيلي كليبر، قبل أن تبدأ المباراة بدقائق، من خلال التغييرات العناصرية التي أحدثها على الخريطة الشبابية، وأهمها إخفاؤه لأي ملامح هجومية عقب استبعاده لفيصل السلطان المرشح الأكبر للوجود في عمق الهجوم الشبابي، ويأتي لجوء الحسيني للزج ببعض اللاعبين المبعدين عن تمثيل الفريق في الفترة الماضية للبحث عن عنصر استغلال منح الفرصة لهم من جديد، كما حصل مع الدوسري في محور الارتكاز، أو لقلب الدفاع محمد الحمدان، وبالفعل كانت التشكيلة التي لعب فيها الحسيني بداية الشوط الأول مفاجأة للمتابعين، فما بالك بمن خطط ورسم منهجيته على آخر مباراة للفريق الشبابي، التي خسرها من العربي الكويتي وبثلاثية، والمعني هنا هو المدرب كليبر مدرب فريق الهلال، الذي اكتفى بإحداث تغييرين على آخر تشكيلة للفريق الأزرق، ويأتي أحدهما إجبارياً بوجود البرقان بديلاً عن الموقوف عمر الغامدي، والزج بنواف التمياط ليحل مكان البرازيلي صاحب الأداء المتواضع جيوفاني. استدراج الهلال نجحت مخططات الحسيني في هذا الشوط، حينما وجه لاعبيه بعدم منح لاعبي الهلال أي فرصة للتسجيل أو حتى تشكيل أي خطورة فعلية على مرمى خوجة، من خلال ترابط الصفوف وتضييق المساحات في منطقة المناورة أمام وسط الهلال، وذلك بالاعتماد على الضغط على حامل الكرة في وسط الملعب بأكثر من لاعب، خصوصاً في ظل وجود خماسي الوسط عبدالله الدوسري وأحمد عطيف كمحوري ارتكاز، وتبادل الثلاثي الحقباني ونشأت وعبده عطيف المراكز بشكل منظم، ما سهل مهمة الدفاع، خصوصاً عمقي الدفاع الحمدان والدوسري اللذين تفرغا لمراقبة ياسر القحطاني وتمكنا من الحد تماماً من أي خطورة قد يحدثها، وهذا الترابط والانسجام منحا ظهيري الجنب زيد المولد وحسن معاذ حرية المساندة للهجوم عن طريق الأجناب، معتمدين على اللياقة والسرعة والمهارة، خصوصاً من المولد الذي أجاد كثيراً عملية التوغل والمساندة وإحداث الزيادة العددية، حتى أن أولى الهجمات الخطرة كانت من قدمي زيد المولد عقب مواجهته للدعيع في هذا الوقت الباكر من الشوط الأول. وإذا كان الحسيني فقد عنصراً مهماً في وسط الملعب، والمتمثل في الغاني غودين أترام الذي أعطي بعض التوجيهات بالوجود وحيداً في خط المقدمة، فإن هذا التوجه من المدرب وضحت نتائجه مع الحصة الثانية من المباراة، التي عانى فيها دفاع الهلال الكثير من الارتباك وهبوط العنصر اللياقي، نتيجة للتحركات والمشاغبات التي نفذها منذ بداية هذا الشوط، ويحسب للحسيني في الشوط الأول تعطيله لأهم مفاتيح اللعب للفريق"الأزرق"المتمثلة في الشلهوب وكماتشو، بفرض الرقابة الصارمة عليهما وعدم منحهما المساحات المطلوبة ليجبرا بالتالي على العودة لمناطقهما الدفاعية والبحث عن بناء الهجمة من مسافات بعيدة، وبذلك قلت الخطورة الفعلية على المرمى الشبابي، وهذا ما كلفهم زيادة في التحرك والعودة والتقدم مرة أخرى للأمام ليقعوا في مطب استنزاف المجهود واللياقة، وهذا ما بحث عنه الشبابيون في هذا الشوط، حتى أن الفرص الحقيقية للتسجيل لا تتعدى ثلاثة تهديدات، أحدها لزيد المولد والأخيران للشلهوب 9 وياسر القحطاني 25. ضربة البداية حسمت الفوز إيصال فريق الهلال خلال الحصة الأولى في المباراة لحال الإجهاد واستنزاف المخزون اللياقي، وضحت آثاره باكراً حينما شق المولد 47 طريقه بسهولة للمناطق الخطرة للفريق"الأزرق"، نتج عنها حصول"الليث"على ضربة جزاء أسكنها الدوسري داخل شباك الدعيع، هذا الهدف الباكر جاء صدمة قوية للاعبي الهلال وذا مردود إيجابي على لاعبي الشباب الذين اكتسوا ثوب الثقة والحماسة ليجدوا نتاج الجهد المبذول باكراً أيضاً بالوصول مرة أخرى 51 لشباك الدعيع عن طريق عبده عطيف، ومن تمريرة ذكية من نشأت، ومن الجهة اليمنى الهلالية التي عانت من سوء التغطية والمساندة والبطء، عقب ترك الخثران وحيداً يواجه ثلاثي الوسط الشبابي نشأت وأحمد وبدر الحقباني، إضافة إلى اختراقات زيد المولد. ولم تكن تدخلات كليبر ذات مردود إيجابي بدخول أحمد الصويلح ومشعل الموري على حساب كامل موسى وكماتشو، خصوصاً أن لاعبي الشباب تمكنوا من عزل القحطاني عن الوسط"الشلهوب والتمياط وكماتشو"، وكذلك عزل هذا الثلاثي عن لاعبي الارتكاز عزيز والبرقان. هذه الهيمنة والسيطرة لفريق"الليث"، وفي هذه الدقائق الباكرة، وكذلك لإجراء التبديلات الهلالية، حتمت على الحسيني أن يعزز قوة وسطه بإشراك الموينع بديلاً عن"المرهق"عبدالله الدوسري 60، والزج أيضاً بالمهاجم السريع والمهاري ناصر الشمراني 72 على حساب أترام لمحاولة استغلال الشمراني للمساحات التي سيحدثها تخلي مدافعي ووسط الهلال عن مواقعهم الدفاعية، وهو ما حصل بالفعل، ومن هجمة مرتدة استطاع الشمراني قتل أي بارقة أمل للاعبي الهلال بإرساله الكرة 82 داخل المرمى"الأزرق"كهدف الاطمئنان الحقيقي للشباب، ما جعل الحسيني يجري تغييراً تكتيكياً بنزول صديق على حساب عبده عطيف لمحاولة إغلاق مناطق الدفاع الشبابية في الدقائق السبع الأخيرة من المباراة التي وفق فيها الحسيني كثيراً من خلال قراءته الجيدة لمشوار الهلال، وخصوصاً في ما يتعلق بالعنصر اللياقي ودرسه للتأثيرات التي سيعانيها الفريق"الأزرق"، عقب المجهود المضاعف الذي بذله لاعبوه من خلال بطولة كأس ولي العهد، ومباراة ماشال الأوزبكي، وأخيراً مباراة الاتحاد ووصولها للأشواط الإضافية.