سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أوضح أنه يسهل على أي تلميذ نجيب اكتشافه وتحدى أي مشكك... مسلسل أخطاء "أسئلة الوزارة" يستمر! . مدرس يصحح أخطاء "التربية" في سؤال وجواب اختبار الرياضيات بنات
لم تقف أخطاء أسئلة الثانوية العامة هذا العام على اختبار مادة النحو، التي نشرتها"الحياة"أول من أمس. وفي الوقت الذي كانت فيه الأخطاء الواردة في أسئلة مادة النحو لقسمي العلوم الطبيعية والشرعية بنين، وقسم العلوم الطبيعية بنات، لا تؤثر في الدرجات، بل مجرد أخطاء"معلوماتية"، جاء خطأ في نموذج إجابة أسئلة الرياضيات بنات ليؤثر مباشرة في درجات الطالبات. بل ويكلفهن درجتين وثلاثة أرباع الدرجة قبل ضربها في ستة، بحسب النظام. وجاء الخطأ في نموذج الإجابات الذي تعتمد عليه مصححات الاختبار في مناطق المملكة كافة. ولم تكن الوزارة اكتشفت الخطأ، إذ إن معظم المصححين الذين اتصلت بهم"الحياة"، اعتبروا أن إجابة السؤال نموذجية وليس فيها أي خطأ. وكان أستاذ المادة الرياضيات محمد أمين الشحنه اكتشف الخطأ بناء على نموذج الإجابة المنشورة في"الحياة"، والمعتمد من مصححي الوزارة. واتصل الشحنه ب"الحياة"، التي تنشر بدورها الحل الصحيح للسؤال الثاني فقرة"ب". وطلبت"الحياة"من بعض المعلمين المختصين حل السؤال، وكان من ضمنهم خلود لوباني ماجستير في الرياضيات، وتنشر"الحياة"حلها أيضاً، فيما قرر بعض المعلمين عدم نشر أسمائهم، في الوقت الذي أكدوا فيه الخطأ في نموذج الإجابة. ولم تقتصر الأخطاء على أسئلة"النحو"ونموذج إجابة"الرياضيات"، بل إن مسلسل الأخطاء امتد إلى أسئلة"الإنكليزي"، إذ ورد في إحدى فقرات السؤال الخامس، طلب كتابة سؤال باستخدام كلمة WHEN، بينما الصواب استخدام كلمة WHERE، ويتضح ذلك من الإجابات النموذجية لأسئلة الإنكليزي التي نشرتها"الحياة"أيضاً. وصف مدرس المرحلة الثانوية محمد أمين الشحنه المتخصص في الرياضيات، اعتماد وزارة التربية والتعليم جواب الفقرة"ب"من السؤال الثاني لاختبار مرحلة الثانوية العامة في تعليم البنات كما نشرته، بالكارثة. وقال الشحنه الذي اعتبر ذلك السؤال كسراً لقواعد علم الرياضيات:"لم يقتصر خطأ من وضع أسئلة الاختبار على طرح سؤال غير منطقي، بل وصل الأمر إلى وضع إجابة خاطئة أيضاً". وعن طريقة اكتشافه الخطأ، ورد فعله بعد ذلك، أضاف:"تعودت منذ سنين على الحصول على أسئلة اختبارات شهادة الثانوية العامة في مادة الرياضيات للقسم العلمي، وحلها ومراجعتها مع بعض طلابي، لمساعدتهم على اكتشاف أخطائهم وتصحيحها، وهو ما قمت به أيضاً بالنسبة لاختبارات العام الحالي، إلا أني فوجئت بإحدى الطالبات أول من أمس تخبرني بأن الحل المتعلق بإحدى فقرات السؤال الثاني جاء مغايراً لما أعلنت عنه إدارة التعليم، وعلى رغم أني واثق بقدراتي وجدارتي في مجال تخصصي، إلا أنني، ولكي أقطع الشك باليقين، استشرت عدداً من زملاء المهنة القدامى، وطلبت منهم الفصل في إجابة السؤال، وكما كنت متوقعاً أيدوني في الحل الذي وضعته، إضافة إلى تأييدهم لي في أن نصف قطر الخزان الذي صيغ السؤال بشكل قد يوهم البعض بأنه متغير، لم يكن منسجماً مع مبادئ الرياضيات الثابتة"، وأضاف الشحنه أنه"على رغم عدم جواز طرح المسألة بذلك الشكل، إلا أنه في حال حاولنا حلها كما هي عليه، إذ لا أعتبره خطأً علمياً قدر ما أعتبره غير منطقي، فإن النتيجة مغايرة تماماً لما ورد في نموذج الإجابة". وعن احتمال أن يكون للمسألة أكثر من حل، أو أن يكون مخطئاً، قال:"الرياضيات تحديداً علم واضح جداً، وهو غير جميع التخصصات، وبالتالي أستطيع أن أجزم بأني على صواب ونموذج الإجابة على خطأ، وفوق هذا كله، أنا مستعد لمواجهة من يشكك في الحل الذي وضعته، بشرط أن يكون متخصصاً في علم الرياضيات، وإن كنت أعتقد أن اعتراف الوزارة بخطئها أفضل من المكابرة التي سيكون ضحيتها الطالبات". وعلى رغم إشارته إلى اتصال أحد زملائه بمسؤولين في إدارة التعليم، واقتناع بعضهم بموقفه من جواب السؤال محل الخلاف، والنظر في إمكان إلغائه، إلا أنه اعتبر مسألة إلغاء السؤال ليست مسألة يمكن التفاوض في شأنها، بل اعتبرها مطلباً ضرورياً من أجل إنصاف الطالبات، إذ أكد أن الطالبات اللاتي يفوق مستواهن في الرياضيات نسبة ال60 في المئة سيتوصلن إلى الحل الصحيح الذي وضعه، ومع ذلك ستعتبر إجاباتهن خاطئة في حال تم اعتماد الجواب السابق. وقال في نهاية حديثه ل"الحياة"، بعدما وصف الاختبار إجمالاً بالمعقول نسبياً:"بالنسبة لمن لم يوفقن في الإجابة عن السؤال، فينطبق عليهن البيت الشعري القائل:"لقد تساوى في الثرى راحل غداً وماض من ألوف السنين"، فلا تعني الإجابة شيئاً بالنسبة لهن، إلا أن ما يثير الاستياء هو أن وضع علامة خطأ أمام جواب صحيح، عجز ممن وضع حلول الأسئلة من الوزارة.