قدمت القنصل الأميركية في جدة تاتيانا غفولر مرافعة دفاعية عن المرأة، وأشارت إلى الخطيئة وارتباطها الدائم بالمرأة منذ القدم، على رغم أن الفتاة في الوقت الحالي أصبحت تمتلك شخصية صلبة فتعرف ماذا تريد حتى إن قدرة الفتيات تفوق الرجال من الناحية العملية. وتحدثت غفولر خلال مشاركتها في مؤتمر منظمة النساء الصغيرات الذي نظمته المدرسة الأميركية العالمية في جدة عن تجربتها الشخصية في اختيار الاختصاص الدراسي، وتعلمها سبع لغات عالمية، ما دفع الطالبات إلى التعبير عن دهشتهن لقدراتها اللغوية الكبيرة، وسألنها إن كان تعلم اللغات يبدأ من مرحلتهن الدراسية الباكرة أم يبدأ من بعد ذلك. وأفصحت القنصل الأميركية عن ميلها للحياة التقليدية، كونها تربت في الجنوب الأميركي وأهمية التوازن في الأمور الحياتية للمرأة كاشفة عن أهمية مساندة زوجها لها في حياتها العملية. وقالت للطالبات اللاتي تساءلن عن طموحها، إنها ترغب في أن تصبح سفيرة، ثم تتقاعد، وتتفرغ بعدها للتأليف. من جانبها، تحدثت منسقة المؤتمر سوزان مان عن النظرة الخاطئة للمرأة كعنصر للجنس، مؤكدة أنه لا بد للمرأة أن تصحّح هذه الفكرة الشائعة عنها. وألقت الشاعرة السعودية نادية عبدالجبّار عدداً من القصائد التي نشرتها في ديواني شعر، وأوضحت أنها تدافع عن حقوق المرأة من دون أن تبغض الرجال، وقالت"لكنهم أحياناً يسببون لي الصداع"، كما حاولت تصحيح إشكاليات اللبس ما بين العادات والتقاليد والدين. وتقول عبدالجبار:"نحن والرجال متساوون في الدين، إلا أن التقاليد أثّرت على حقوق المرأة سلباً، ولا بد لنا أن نتساءل إن حررنا الدين أم قيدنا أكثر، لأنه من المفترض أن يحررنا ويعطينا حقوقنا"، مضيفة"لم أكن أعرف عن تلك المساواة حتى قرأت عن حقوقي كمسلمة واكتشفت سوء الفهم". وعقب ذلك جلست لجنة من السيدات، وهن: لورا جوردن زوجة مدير المدرسة دانيل جوردن، وإيمان حبّال، وشيبا عسكري، ومارغريت بيسكاتور، إضافة إلى جانيت رايتشوني للنقاش مع الطالبات. عدد كبير من الطالبات جلسن بحماسة والأسئلة تتصارع في عقولهن في أمور عديدة غير مترابطة، لكنها جميعاً متعلقة بما يهمهن كفتيات في مرحلة المراهقة. إحدى الطالبات تتساءل بحيرة:"لا أعرف كيف بإمكاني أن أرضي الجميع، حتى هويتي لا أعرف ما هي أحياناً وماذا أريد"، وأخرى تسأل بخجل:"هل يمكن لنا أن نعتمد على الحاسة السادسة في اتخاذ قراراتنا؟" تساؤلات أخرى ألقي على عاتق تلك اللجنة مسؤولية الإجابة عنها"كيف يمكن أن تعيش المسلمة في مجتمع غربي ينتقد ويعنّف المسلمة ويحتقرها؟"، و"كيف تستطيع الفتاة الأجنبية أن تعيش في مجتمع محافظ كالسعودية وتواجه انتقادات جمة؟" في الوقت نفسه، يختنق صوت جاين التي لا تتجاوز الثالثة عشر من عمرها وهي تهتف:"كثيرون في العالم يعتقدون أن المسلمين إرهابيّون لكن ذلك ليس صحيحاً، أحلم أن يتوحّد العالم، وأتساءل بقلق متى يمكننا أن نصل إلى سلام عالمي؟"، وتحاول جاين أن تواري دمعتها. تجيب اللجنة المكونة من النساء التخاطب بصورة أقرب مع فتيات من جنسيات مختلفة للإجابة في أحسن طريقة. ونظمت المدرسة الأميركية العالمية في جدة هذا المؤتمر للمرة الأولى، الأحد الماضي وكان محوره كيفية تكيّف النساء أثناء عملهن في السعودية، وعلى رغم كون المدرسة أميركية الهوية، إلا أنها حافلة بأجناس عدة نسبة كبيرة منها من العرب المسلمين أكثر منها بالنسبة لغير العرب.