بينما كانت الهجمات الإرهابية وتبعاتها تضرب البلاد، كان سفراء الدول المعتمدون لدى الرياض في حال رصد دائم، وترقب لتطورات حرب السعوديين على آفة الإرهاب. وحينما سألت"الحياة"سفراء دول تتقاسم مع المملكة العربية السعودية"مسؤولية"مواجهة الإرهاب، عن تقويمهم لثلاث سنوات سعودية في مواجهة الإرهاب، وما قدمته من أداء مهني لإحباط مخططاتهم التخريبية وضرب معاقلهم، جاءت أولى كلمات تقديرهم لتشير إلى"الإعجاب"ببسالة الجندي السعودي في مواجهة العناصر المسلحة وشل حركتهم. ذاقت كل من بريطانياوباكستان والمغرب طعم المرارة الدامية، التي خلفها المسلحون في بلدانهم. بريطانيا الأكثر خبرة منذ ثلاثة عقود مع الهجمات المصنفة"إرهابية"، حيث عمليات الجيش الجمهوري الإيرلندي، في قضية تختلط فيها دوافع المذهب الديني بالخيار الوطني لمجموعة مسلحة من الإيرلنديين. باكستان بدورها تواجه الأمر نفسه، لكن مع مجموعات مسلحة بغطاء ديني، وهو الأمر المنطبق تقريباً مع المغرب، وواقع الأمر في إسلام أباد والدار البيضاء يماثل ما في السعودية. هنا يعطي سفير دولة خبرت الجماعات المسلحة، وكان هو قريباً... إن لم يكن في قلب المواجهة التي جرت مع عناصر متطرفة، تقويمه للدور السعودي في الحرب على الإرهاب قائلاً:"أذهلت القوات السعودية العالم بما حققته في حربها ضد الإرهاب". ويضيف السفير الباكستاني الفريق أول بحري شاهد كريم الله:"برهن وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز، أن رجاله جديرون بثقته وثقة الوطن بهم، إذ لولا ذلك لكان الوضع مختلفاً، والمسؤولون في باكستان يعملون مع نظرائهم السعوديين على تعزيز تعاونهم الأمني، لكون البلدين استهدفا من الإرهابيين"، مشيراً إلى تقديره لجهود المسؤولين السعوديين في إثبات براءة الدين الإسلامي من هذا الجرم، على الصعيدين المحلي والدولي. وبدوره، قال السفير البريطاني في الرياض شيرارد كوبر كولز، الذي وصف تجربة السعودية في التصدي للإرهاب بالنموذج الذي يحتذى به:"لم تقتصر إنجازات الأجهزة الأمنية في السعودية على التصدي للإرهاب من خلال مواجهة الإرهابيين، والعمل على حماية المواطنين والمقيمين من شر هذه الآفة، إذ قامت الأجهزة الأمنية، بالتعاون مع القطاعات المعنية، باجتثاث الإرهاب من جذوره، وذلك من خلال محاربة الفكر الضال، وهو ما جعلها تحقق إنجازات مميزة في هذا الصدد، وجعلت المواطنين والمقيمين يعيشون في وطن آمن"، ولفت كوبر كولز إلى زيارات متبادلة بين الخبراء السعوديين ونظرائهم البريطانيين، لتعزيز التعاون الأمني بين البلدين، إضافة إلى تعاون عملي في تبادل الخبرات والمقترحات بين الأجهزة الأمنية في كل من الرياض ولندن، مستشهداً بالزيارات الأخيرة التي قامت بها رئيسة المباحث البريطانية، التي بلغت ثلاث زيارات خلال أقل من ستة أشهر، للاستفادة من خبرة السعودية في مجال مكافحة الإرهاب. ومن جانبه، وصف السفير المغربي في السعودية عبدالكريم السمار، دور الرياض في مكافحة الإرهاب والتصدي له ب"الرائد"، مشيراً إلى أن الدول التي تعرضت لهجمات إرهابية أكثر إدراكاً لهذه الإنجازات، وإن كان العالم بأسره يعترف بذلك، وقال:"السعودية والمغرب تعرضا لهجوم إرهابي في زمن متقارب، وشعر شعبا البلدين بمرارة الإرهاب، الذي ترملت بسببه النساء وتيتم الصغار، وسعادتنا بما حققه الأمن السعودي في هذا الصدد لا تقل عن سعادة المواطن السعودي"، وعن أبرز ما لفت انتباهه في المواجهات بين رجال الأمن والإرهابيين أضاف:"برهن رجل الأمن السعودي خلال تعامله مع آفة الإرهاب، على بسالة وشجاعة تضرب بهما الأمثال، وهذا ليس حديثاً ديبلوماسياً يتسم بالمجاملة، إذ يكفي"الداخلية السعودية"إحباطها عدداً من الهجمات قبل وقوعها، وإلقاؤها القبض على عدد من المتورطين فيها، وسرعة تقليصها للقوائم التي تضم مطلوبين أمنيين، وقبلها تحديدهم بدقة عالية، لتثبت للجميع أن أفرادها ووزيرها أناس محنكون، ومدركون للمسؤولية التي تقع على عواتقهم، وهي الحفاظ على أمن البلاد"، وأشاد السمار بالتعاون الأمني الذي يجمع بلاده بالسعودية، وقال:"نظراً إلى العلاقات التاريخية المميزة التي تجمع المملكتين، فإن مسألة التعاون الأمني بين الرياض والرباط قائمة منذ زمن بعيد، كتبادل المعلومات الأمنية، وبحث القضايا الأمنية، والتشاور بين المسؤولين في البلدين، إلا أنه بعد الحوادث الإرهابية تم تكثيف هذا التعاون، وذلك للحفاظ على أمن البلدين".