أوضح السفير البريطاني لدى المملكة شيرارد كوبر كولز أن بلاده حريصة على الاستفادة من تجربة السعودية في التصدي للإرهاب، واصفاً الحملة التي شنتها حكومة خادم الحرمين الشريفين على الإرهاب والإرهابيين بأنها"نموذجية". وامتدح السفير، خلال لقاء جمعه بالطلاب السعوديين الدارسين في بريطانيا مساء أول من أمس في فندق"الأحساء انتركونتيننتال"، الخبرات الكبيرة للأجهزة الأمنية السعودية في هذا المجال. وقال:"إنها تلجأ إلى معالجة متطلبات الشباب والإجابة عن أسئلتهم، ولماذا يلجأون إلى العنف"، مؤكداً أن هذا هو"الأسلوب الصحيح في المعالجة"، مشيراً إلى التعاون الأمني بين البلدين"في مختلف الأصعدة الأمنية، وبخاصة مجال مكافحة الإرهاب". وبلغة عربية فصيحة ورشيقة امتدح كولز، الذي يُعرف في الوسط الديبلوماسي ب"أبو هنري": الزائر السعودي إلى بريطانيا"لأنه يحترم الأنظمة والقوانين في بلادنا"، مشيراً إلى أن"95 في المئة من السعوديين ممن تقدموا بطلب تأشيرة سفر إلى بريطانيا أنهيت إجراءاتهم في اليوم ذاته، وهناك آلاف الطلاب السعوديين يدرسون في بريطانيا، وعلاقاتنا معهم أشبه بالعلاقة العائلية"، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين"متينة وقوية وعميقة، وليست وليدة اليوم". وحول إلصاق الإرهاب بالإسلام قال:"إنني أقوم بتوضيح ذلك، وأنفي علاقة الإرهاب بالإسلام، وألقيت محاضرة أمام عدد من المحافظين الجدد، لتوضيح أن الإسلام ليس دين إرهاب". مضيفاً"سيأتي اليوم الذي يعرف فيه من يجهل الإسلام أنه دين سلام ومحبة". ووصف السفير الطلاب الأحسائيين في بريطانيا بأنهم"يمتازون بطيبة الأخلاق ودماثتها، علاوة على حسن سيرة سلوكهم في الأحساء، وكذلك لدى الشعب البريطاني خلال وجودهم في بريطانيا". وقال:"إنني أعتبر نفسي سفيراً للمملكة العربية السعودية داخل الحكومة البريطانية، وأنا بالفعل أعمل على توضيح صورة المملكة ودورها الرائد في المجالات كافة". وكان محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود استقبل السفير البريطاني مساء أول من أمس في قصر هجر، إذ تبادل الحديث حول العلاقة بين المملكتين وسبل تنميتها. وقال السفير البريطاني:"إن التبادل التجاري بين المملكة وبريطانيا في تنامٍ مستمر"، مشيراً إلى أن المملكة"تستقبل كل أسبوع تقريباً وفداً بريطانياً، سواء من جانب المسؤولين أو رجال الأعمال، لذا فإن حجم التبادل التجاري في تقدم وازدياد كل شهر عن الذي يسبقه". وأشار إلى"متانة العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين". وقال:"إن هناك وفوداً تجارية ولقاءات بين رجال الأعمال ستتم قريباً، وهناك وفود بريطانية تزور المملكة كل أسبوع، كما أن هناك ارتفاعاً في نسبة الزيارات المتبادلة"، مشيراً إلى أن ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز"زار المملكة، وهو يحب الإسلام والمسلمين ويحترمهم، كما أن هناك احتراماً متبادلاً بين الحكومتين". وكان السفير البريطاني بدأ اللقاء باستعراض عدد من الصور للقاءاته مع عدد من الملوك والرؤساء والوزراء والمسؤولين، سواء في المملكة أو خارجها، إضافة إلى عرض صور خاصة بزياراته إلى المواقع التاريخية والسياحية والأثرية في المملكة، وتحدث عن ذكرياته والمواقف التي تعرض لها أثناء تلك الرحلات.