حسم فريق"برشلونة"الإسباني بنجومه المعروفين، معركته على زعامة الكرة الإسبانية، فيما يعيش غريمه التقليدي"ريال مدريد"حالاً من عدم التوازن، بيد أن معركة الناديين في حفر الباطن لا تزال مشتعلة، ولكن على اجتذاب أكبر عدد ممكن من الزبائن. ف"ريال"و"برشلونة"صالونا حلاقة، اتخذا من اسميهما وسيلة لإغراء عشاقهما من أبناء المحافظة للحلاقة، والتفت المستثمرون الجدد في حفر الباطن إلى أمر اختيار أسماء محالهم التجارية، في شكل يفوق ما كان عليه الأمر في الماضي، إذ كانت الأسماء لا تحظى باهتمام كبير، فتجد محل أدوات سباكة يحمل اسماً تجارياً يصلح لمحل تسجيلات غنائية، ودفعت زيادة الثقافة الاستثمارية، والإلمام بالشروط، بهؤلاء إلى التركيز على حسن اختيار اسم المحل، بحيث يكون جماهيرياً يستقطب فئات عدة، ف"البيت الأبيض"في حفر الباطن يلفت الأنظار بعينيه الواسعتين المشغولتين بنخيل بغداد وكابول، وهي أسماء لمحال تجارية، اقتبست من الأحداث السياسية الملتهبة طريقة تسويقية. فيما يبقى صراع الحضارات في حفر الباطن مختلفاً، بين"تاج محل"والمحال الإسلامية، إذ إنه صراع المستهدف منه العميل، ومخصص لشريحة بعينها. ويبقى مطبخ"الفلوجة"ساخناً متعلقاً ومرتبطاً بحرارة المخابز الإيرانية المنتشرة في أحياء عدة، كما يظل الشيخ فؤاد الضيف الجديد في عالم الأسماء المستوحاة من عالم الفضائيات. وفي ظل هذا التنوع في الأسماء التجارية، نما الاستثمار العقاري المنصب على بناء مجمعات تجارية في شكل واسع، في شكل سريع في حفر الباطن، نتيجة الاتجاه العام من عدد كبير من المستثمرين، الذين يبحثون عن أسماء مغرية لمحالهم بمختلف أنواعها، بحيث تكون مواكبة لتطلعات الجيل الجديد واهتماماته، سواء أكانت رياضية أم فنية أم سياسية أم شعبية، بحيث تصبح عصرية، تعكس الحس والذوق الراقي لصاحبها، بعد أن تنصل آخرون من أسماء محالهم، بسبب عدم توفيقهم في الاختيار، الذي لا يخلو من اعتبارات قبلية أو عائلية، وتعد تلك الأسماء ذات الاعتبارات الاجتماعية نافذة لتمجيد الوجود القبلي أو العائلي، ذي الانتشار الطولي في كامل المحيط الاجتماعي. فيما استأثر عدد غير قليل من المستثمرين بإطلاق أسماء من ذلك النوع، خشية التعرض للرفض من آخرين لديهم حساسية مزمنة من القبلية والنرجسية العائلية. وفي هذا الإطار، يذكر محمد العريفي أنه اختار اسماً أجنبياً لصالونه بعيداً من القبلية، لضمان إغراء أكبر عدد من الزبائن، وللحقيقة فالاسم أسهم في البداية في اجتذاب عدد كبير منهم، ولكن في النهاية تتحكم مهارة العمال في استمرار الوجود على الساحة.