انتشرت في كثير من المدن السعودية وبصفة خاصة مدن المنطقة الشرقية كمدينة الخبر، لوحات لمحال تجارية تحمل أسماءً وشعارات مسروقة لوسائل اعلام شهيرة مثل القنوات الفضائية والصحف اليومية.. وقد كانت “شمس” من بين وسائل الاعلام التي تعرضت علامتها واسمها التجاري للسطو، من قبل أحد صالونات الحلاقة. ويهدف أصحاب هذه المحال من وراء ذلك التصرف الى الاستفادة من نجاح وانتشار وسائل الاعلام المعنية، في ترويج خدمات محالّهم بين الزبائن، وبخاصة بين الشباب الذين يتابعون بشغف برامج تلك القنوات أو يقبلون بنهَم على قراءة تلك الصحف. غير أن هذا السلوك غير السوي من ملاك تلك المحال دون الرجوع الى أصحاب العلامات التجارية وملاك الاسماء التجارية، يعد في عرف النظام سرقة للحقوق الملكية والفكرية يعاقب عليها، طبقا لنظام العلامات التجارية الصادر بقرار مجلس الوزراء السعودي رقم 140 وتاريخ 26 / 5 / 1423ه.. وتصل مدة العقوبة في مثل هذه الحالات الى الحبس مدة لا تزيد على سنة والغرامة مبلغ لا يقل عن 50 ألف ريال ولا يزيد على مليون. للوقوف على أبعاد الظاهرة وتبعاتها، نزلت “شمس” الى الشارع وأجرت هذا التحقيق مع بعض المواطنين وأصحاب تلك المحال. سرقة النجاح فادي محمود حلاق مصري الجنسية، ويعمل في صالون حلاقة اتخذ من شعار قناة فضائية معروفة اسما له.. سألناه عن السبب في مثل هذا التصرف من قبل مالك المحل، فقال: إن السبب في تسمية الصالونات الرجالية بأسماء الصحف والقنوات الفضائية، هو نجاح وشعبية هذه القنوات على مستوى العالم العربي، وبخاصة في وسط الشباب. واوضح ان هذا الأمر يغني اصحاب المحال عن القيام بحملات تسويقية لمحالّهم. واضاف أن التفاؤل بتحقيق المحل لنجاح مماثل للقناة أو الصحيفة المشهورة هو الدافع وراء هذا التصرف. ثقافة الحقوق وذكر فهد المقبل ان انعدام ثقافة حفظ واحترام الحقوق غير الفكرية بين افراد المجتمع عموما وبين اصحاب المحال على وجه الخصوص هو السبب في انتشار ظاهرة السطو على العلامات التجارية. وتمنى ان تكون هناك توعية في مجال حفظ الحقوق الملكية الفكرية. وقال ان على الإعلام بوسائله المختلفة أن يساهم في رفع مستوى الثقافة العامة بين افراد المجتمع. الترويج.. كيف؟ وطالب احمد ابوعينين كل من لديه طموح ورغبة في بدء مشروع تجاري، أن يتميزعن غيره بوضع اسم خاص بمشروعه، وعدم جلب الزبائن من خلال سرقة علامات الاخرين التجارية وسلب حقوقهم الفكرية. واكد ان هذا العمل يعد انتهاكا للحقوق العامة للأشخاص والمؤسسات الإعلامية والتجارية المختلفة. واوضح ان ذلك إشاعة لروح الفوضى وعدم الاحترام الذي يجب أن يكون سائدا في مجتمعاتنا. سبب غير وجيه وذكرالشاب طارق البرجس أنه عندما ينوي الذهاب إلى حلاق، يقصد الحلاق الذي يحمل محله اسم إحدى القنوات الفضائية التي يميل اليها؛ لكونه متابعا جيدا لها. واضاف: أصبحت اذهب إليه رغم الانتشار الكبير لصالونات الحلاقة التي تحمل اسماء قنوات أخرى. واوضح انه لا يرغب في دخولها، رغم جودة العاملين فيها لأنها تحمل اسماء قنوات لا يرغبها. وقال البرجس إن غالبية المحال التي تعنى بالحلاقة، ارتقت خدماتها بعد ان استخدمت اسماء قنوات إعلامية شهيرة. واضاف ان عديدا من الشباب أصبحوا يقصدونها؛ لأنهم متابعون لبرامجها التي يحبون مشاهدتها. وذكر ان هناك فكرة من القائمين والعاملين في تلك الصالونات التي تحمل اسم قنوات اعلامية، انك عند دخول الصالون، تجد ان عامل المحل يشغل القناة ذاتها على شاشة التلفزيون؛ لجذب القاصدين إلى الحلاقة.