كشفت الحملات التفتيشية التي قامت بها فرق الرقابة التجارية بأمانة جدة على صالونات الحلاقة الرجالية، مجموعة من الممارسات "غير الصحية"، التي يقوم بها العديد من العمال داخل تلك المحلات، كاستخدام الكريمات المقلدة للعرسان والزبائن واستخدام "حجر الشب في تطهير الجروح". كما كشفت تلك الحملات أيضا عن عدم تقيد عدد من عمال الصالونات باستخراج الكروت الصحية الرسمية، أو حتى التقيد بالاشتراطات الصحية التي وضعتها أمانة المحافظة، والتي قال عنها مدير الرقابة التجارية بأمانة المحافظة سليمان المحيميد بأنها "عامل رئيسي في منع انتقال الأمراض المعدية". وقال المحيميد: خلال الأشهر الماضية تم ضبط حلاقين يمارسون أعمالا مخالفة تتمثل في تكرار استخدام أدوات الحلاقة بين الزبائن، وذلك يمثل سببا رئيسا لنقل أمراض الدم الفيروسية والجلدية، الأمر الذي يعرض وفقاً للوائح الإجرائية محل الصالون إما إلى الإغلاق أو فرض غرامة مالية. وأوضح المحيميد في حديثه إلى "الوطن" أن بعض الحلاقين المخالفين يلجؤون لأساليب ملتوية لجذب الزبائن كاستخدام خلطات الكريمات الضارة بصحة البشرة"، مضيفا: تم ضبط حلاقين يعانون من أمراض جلدية، وتلك الإصابة تعد أحد الأسباب الرئيسة في نقل الأمراض لمرتادي الصالونات رغم عدم السماح لأي شخص يشتبه في إصابته بأمراض معدية أو إصابته بجروح ملتهبة بالعمل في تلك المهنة". وفي طور الكشف عن تجاوزات محال الحلاقة، أكد المحيميد أن عددا من الصالونات يقوم "بغسل المناشف داخل المحل، وبعضها لا يغسلها قبل إعادة استخدامها"، مؤكدا أن أمانة المحافظة نظمت محاضرات لأصحاب الصالونات لتدريبهم على كيفية التعامل مع الزبائن، واستخدام المطهرات وتعقيم الأدوات، إلى جانب توزيع عينات مجانية للحلاقين في سبيل تعريفهم بالأساليب الحديثة لاستخدام أدوات الحلاقة. ويشير المحيميد إلى أن جدة تحتضن ما يقارب 1100 صالون حلاقة، وذلك بالإضافة إلى جانب الحلاقين المتواجدين في الأحياء الشعبية ويكونون سببا رئيسا في نقل الأمراض الجلدية بين سكان هذه الأحياء. وأرجع المحيميد خطر الصالونات في الأحياء الشعبية لجهل عمالها بالطرق الصحيحة لاستخدام الأدوات المستعملة وفقا للاشتراطات الصحية الرسمية. ولم تكن الصالونات في الأحياء الراقية بشمال جدة ببعيدة عن "انتهاك الإجراءات الرسمية"، فأيضا تم الكشف عن عدد منها يقوم بتشغيل عمالة مخالفة للأنظمة. والواقع أن الأمر لا يسير على الوتيرة التي تريدها الأمانة. "الوطن" التقت بحلاق يدعى فاضل يعمل بأحد صالونات الحلاقة، ووصف اشتراطات الأمانة التي تفرضها على العاملين في تلك المحال ب"شبه التعجيزية"، مضيفا: أن موظفي الرقابة يبحثون دائما عن الأخطاء البسيطة لتسجيل المخالفات المالية على محلات الحلاقة الرسمية في الأحياء المعروفة، وعدم تطبيق ذلك على صالونات الحلاقة في الأحياء الشعبية مع أنها تمارس كافة الأخطاء الصحية في حق زبائنها. وأوضح فاضل أنه خلال موسم الصيف تقوم كافة صالونات الحلاقة بوضع العديد من العروض وذلك لكثرة وجود الزبائن الذين يبحثون دائما عن الجديد في عالم التجميل والقصات الرجالية، وأنه يوفر لزبائن الصالون كريمات التبييض والتقشير والتنظيف الخاصة بالبشرة، بعد جلبها من سيدات يعملن في خلط الكريمات ثم بيعها على أصحاب الصالونات، مؤكدا أن هذه الكريمات ليس لها أي أضرار صحية، معللا جلبها من السيدات العاملات في هذا المجال لرخص ثمنها مقارنة بالكريمات التي تباع في الصيدليات ومحلات التجميل التي غالبا ما تكون مرتفعة الثمن ولا يعتبر هذا من المخالفات التي تحاسب عليها الأمانة. ويشير أمين "حلاق بأحد صالونات شارع التحلية" إلى اختلاف نوعية العمالة داخل الصالونات، ويقول هناك من لديه خبرة كبيرة بالعمل في هذا المجال ويقوم بتطبيق الاشتراطات الصحية التي وضعتها الأمانة حفاظا على صحة الزبائن، مؤكد أن العمل داخل محلات الحلاقة الرجالية لا بد أن يكون في إطار شروط يتم من خلالها اختيار الحلاق بحيث تكون لديه دورات عدة في التجميل، لكن في الواقع نجد أن بعض أصحاب الصالونات يقومون بتوظيف عمال من جنسيات مختلفة لا توجد لديهم كفاءة ولا خبرة بهذا المجال، بالإضافة إلى أن هناك عددا من العاملين ليس لديه خبرة باستخدام الأجهزة التي أصبح استخدامها ضروريا في صالونات الحلاقة لأن معظمها خاص بالبشرة وإزالة الشعر، وهي تحتاج إلى أشخاص لديهم خبرة في استخدامها.