فتحت إدارة المرور في محافظة جدة أمس تحقيقاً موسعاً للتوصل إلى أسباب حادثة"الحافلة المنكوبة"التي أودت بحياة 25 شخصاً وإصابة 19 آخرين فجر أول من أمس، من الجنسيات الباكستانية والبنغالية والهندية كانوا في طريقهم من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة. وأكد مدير المرور في محافظة جدة العقيد محمد القحطاني في تصريح إلى"الحياة": أن التقارير الأولية أظهرت أن سبب وقوع الحادثة هو انحراف السائق وهو من الجنسية الإفريقية"مالي"بالحافلة عن مسارها وهي تسير فوق أحد جسور الخط الدائري المؤدي من مكة إلى المدينة، وسقوطها في العبارة واستقرارها في مجرى السيل بعد ارتطامها في القاعدة الخراسانية". وقال:"إن تقارير موقع الحادثة لم تشر إلى آثار كوابح للحافلة، ما يعني استبعاد فرضية تعرض السائق لأي مفاجأة أو مضايقة أثناء قيادته من قبل السيارات الأخرى". وأوضح القحطاني قائلاً:"إننا فتحنا تحقيقاً موسعاً بالأمس، نستجوب من خلاله إفادات الركاب المصابين لمعرفة ما حدث في اللحظات الأخيرة قبل انحراف الحافلة عن مسارها، خصوصاً وأن شهادة السائق غير متوافرة، إذ كان أول من قضى نحبه في الحادثة وانتشلت جثته"، مؤكداً"أن التحقيق سيطاول أيضاً صاحب الحافلة لأخذ إفادته حول مدى سلامة الحافلة وخلوها من أي عيوب فنية تكون قد تسببت بانحرافها". وأشار القحطاني إلى أن إدارة المرور ألزمت مراراً سائقي المركبات الصغيرة والكبيرة بسرعة محددة لتفادي مثل تلك الحوادث التي تتسبب في إزهاق الأرواح. وكانت مدينة جدة استيقظت فجر أمس على نبأ الحادثة المروعة، خصوصاً وأنها وقعت في نهاية إجازة الأسبوع، ووقف الكثير من الأهالي شهود عيان على الموقع، كما أعلنت حال الاستنفار في مستشفى الملك فهد الطبي ومستشفى السلام بإطلاق العلامة الصفراء لاستقبال المصابين في الحادثة التي باشرتها 14 فرقة من الهلال الأحمر أربعة منها قدمت من مكة للمساندة و34 فرداً تابعاً للهلال الأحمر عدا المتطوعين من الأفراد والبالغ عددهم أربعة، وثمانية فرق إنقاذ من الدفاع المدني وفرقة إطفاء إضافة إلى استحضار أجهزة من المعدات التابعة للدفاع المدني إلى جانب أفراد من الشؤون الصحية. من جهته، قال العقيد محمد الغامدي في تصريح إلى"الحياة":"إن إدارة الدفاع المدني باشرت الحادثة بعد تلقي قسم العمليات بلاغاً عن وقوع حادثة في طريق مكة السريع بمشاركة ثمانية فرق إنقاذ وفرقة إطفاء إلى جانب عدد من الآليات الثقيلة لنقل الحافلة من خارج الموقع بعد إخلائها من المصابين". وأضاف الغامدي"أن فرق الدفاع المدني حرصت على إخلاء المصابين وتم نقلهم على عجل إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، إذ تم إخلاء 16 مصاباً من داخل الباص وإخراج 22 جثة ونقلهم من طريق سيارات نقل الموتى إلى المستشفيات". وأوضح الغامدي أن إخراج الجثث الثلاث الأخيرة استقطع جهداً كبيراً وزمناً تجاوز أكثر من ساعتين، نتيجة التحام الجثث بحطام الحافلة، إذ لم يظهر منهم إلا الأطراف مع اختفاء بقية الجسم بالحطام. مشيراً إلى أن فرق الدفاع المدني تعاملت بمهنية عالية كون مقدمة الحافلة محتجزة بالقاعدة الخراسانية، إذ تم استخدام مقصات الحديد لاستخراج الجثث العالقة في مقدمة السيارة. وكشف الغامدي أن محافظ أمانة جدة الأمير مشعل بن ماجد كان على اتصال دائم بالأجهزة الحكومية الموجودة في الموقع. وانتقد الغامدي وجود المتطفلين من المواطنين الذين أسهموا في عرقلة السير والتجمهر فوق الكوبري، ما أعاق فرق الهلال الأحمر وفرق الدفاع المدني من الوصول إلى موقع الحادثة لنقل المصابين، ما جعلهم يسلكون الطرق الفرعية للوصول إلى الموقع.