لم يكن خافياً على معظم زوار"المعرض ال20 لتشكيليات مرسم القطيف"، التنوع الذي كان سمة بارزة في الأعمال المعروضة. مدارس فنية مختلفة، هنا لمسة تجريد وهناك مسحة واقعية، وفي الركن بورتريه كلاسيكي لطفل صغير، وفي صدر الصالة فجرت فنانة أحاسيسها في ضربات ريشتها المتلاحقة على اللوحة في مزج الحلم بالواقع. وعلى رغم وجود مبتدئات بين الفنانات ال29، إلا أن آراء زوار ونقاد في المعرض أظهرت"وجود فنانات مميزات واعدات، وبعضهن يمتلك موهبة لافتة". ويعتبرن خريجات دورات نظمها القسم النسائي في مركز الخدمة الاجتماعية في محافظة القطيف على مدى السنوات ال20 الماضية. وذكرت أستاذة برامج الفن التشكيلي في المركز الفنانة التشكيلية سهير الجوهري أنه في كل عام"يكون لدينا مجموعة أفضل من العام الذي سبقه، وهذا دليل على أننا في تطور مستمر"، وتشير إلى"التجديد في طريقة العرض والإخراج الجيد والمواضيع المختارة". ولفتت إلى أن"المعرض هو جزء تعليمي، نظهر فيه اللوحات الزيتية التي تعتبر نهاية مرحلة تعليمية وبداية أخرى". وتوضح أن"المشاركات لم يبدأن بعد بطرح أفكارهن الخاصة، صحيح أن بعضهن يضفي على اللوحة من أحاسيسه الخاصة ورؤيته الشخصية، ومنهن من قد تغير في الأسلوب فتلجأ للتجريد". استفادت الفنانة أفراح آل عيسى من خبرتها وعملها في تصميم الذهب، في رسم التفاصيل الدقيقة بخاصة الوجوه، فأتت لوحاتها البورتريه متقنة، وتقول:"أحب رسم الوجه، مع أني لم أجد نفسي في التجريد، إلا أن لوحتي"الحلم"من قسمين، الأول بورتريه امرأة والثاني تجريد". وتقول مليكة آل سعيد، الحاصلة على بكالوريوس فنون"استفدت من الدورة أكثر من الدراسة الجامعية، كنت ارتكب الأخطاء في الرسم، والدورة أعطتني الأسس الصحيحة". ومع أن لوحاتها في المعرض من المدرسة الواقعية، إلا أنها تفكر"في تجربة مدارس أخرى، كما أنني أميل إلى التجريد الممزوج بالواقعية". وانفردت نهى العسيف بأعمالها المعروضة، إذ لجأت إلى الكولاج والتجريد، وتذكر"أردت أن أتميز عن زميلاتي في الدورة، ولأنني أحب كل ما هو غامض لجأت إلى التجريد والكولاج متأثرة بأستاذي الفنانين منير الحجي وعلي الصفار". وتقول سهى الحنتوش إن"المعرض والدورة التي سبقته أعاداني إلى الرسم من جديد بعد فترة انقطاع، سببها انعدام التشجيع". وتفضل أمل أبو جعيد التجريد على البورتريه، وتقول إن"التجريد يعطينا حرية استخدام اللون والتعبير، بينما البورتريه يقيدنا بدقته". ولا توافقها منى المصطفى التي تميل بشدة إلى البورتريه، وتقول:"منذ طفولتي أعشق رسم الوجوه"، وهي لم تتوقف عند اللوحات، إذ نقلت الوجوه إلى الفخار. وتحضر المرأة بقوة في أعمال تهاني الشبيب، وتوضح"أنها تشدني"، مضيفة"الموهبة شيء والدراسة شيء آخر". وتقول الفنانة مريم آل برية"كنت أرسم في شكل ضعيف، لأنني لم أكن أفهم، لكن في الدورة تعلمت الكثير".