أدت مضاعفات أرباح البضائع الصينية العالية في السوق السعودية إلى نحو 500 في المئة في سوق الجملة و1000 في المئة في سوق التجزئة، إلى زيادة حدة المنافسة بين التجار المستوردين لها، وانتشارها إذ لا تخلو منها أي"فاترينة"في أي سوق أو مجمع تجاري، حتى أصبحت تشكل نحو 80 في المئة من حجم البضائع الموجودة في السوق السعودية، لتناسب أسعارها مع جميع أصحاب الدخول، وتشمل هذه السلع الإكسسوارات وألعاب الأطفال والملابس والأحذية والأدوات الكهربائية. وأوضح المدير التنفيذي لمؤسسة"موج الخير"عبدالله باوزير أن"مضاعفات الأرباح لهذه المنتجات مرتفعة جداً، وتصل في معظم الأحيان إلى 500 في المئة لتجار الجملة و1000 في المئة لتجار التجزئة، لكونها تبيع بالقطعة مفردة"، مشيراً إلى أن"القطعة التي تصل كلفتها إلى 45 هللة تقريباً تباع في السوق بين 5 و 10 ريالات، في حين تباع القطعة التي تبلغ كلفتها 30 ريالاً"، لافتاً الى أن"الأسعار في سوق الجملة تبدأ من 25 هللة للقطعة الواحدة، و3 ريالات لأفضل النوعيات، وأن أسعار الماركات الأوروبية الموجودة في السوق تبدأ من دولارين أي ما يعادل بين 7 ريالات و 12 ريالاً، وتباع في السوق بأسعار من 50 ريالاً فأكثر. وقال إن:"رخص الأسعار، وطريقة العرض، وقيام الشركات الصينية بإعطاء تسهيلات للتجار السعوديين متمثلة في منحهم مهلة سداد سنة كاملة أدى إلى زيادة حدة المنافسة بين المستوردين السعوديين، إضافة إلى عدم تنظيم الاستيراد من الجهات المختصة، إلى جانب إقامة المهرجانات بين فترة وأخرى، والتي يتعامل فيها التاجر مباشرة مع الشركة أو المصنع من دون وسطاء، ما جعل السلع الصينية تمثل ما نسبته80 في المئة من حجم السوق السعودية". وحذر من التعامل مع الوسطاء قائلاً إنه"قد يؤدي إلى التضليل في بيع المنتج، ورفع سعره كون الوسيط هو المستفيد بالدرجة الأولى، وهو ما كلف مؤسسته خسارة نحو 6 ملايين ريال بسبب هؤلاء الوسطاء". واضاف باوزير أن" قيمة ما يستورده التجار السعوديون من هذه البضائع نحو بليون ريال شهرياً"، موضحاً أن"التجار السعوديين بدوا إعادة تصدير هذه البضائع إلى دول أخرى كاليمن والسودان ومصر ودول أفريقيا، وأن العديد من الشركات الكبرى ذات السمعة الكبيرة ك"بنده العزيزية"، و"جيان"، و"كارفور"، و"الهرم"من العملاء الدائمين للشركات الصينية". وألمح إلى أن"المنتجات الصينية ليست كلها رديئة الجودة، ولكن لها ثلاث مستويات من الجودة، وتتوقف جودة المنتج على طلب التاجر واختياره، ولذلك غالبية البضائع الموجودة في السوق لا يتعدى عمرها الافتراضي أكثر من شهر. خصوصاً ما يتعلق بلعب الأطفال". ومن جهته، قال عبدالرحمن الغامدي صاحب احد محال للبضائع المخفضة إن"متوسط المبيعات اليومية لمحاله يبلغ 8 آلاف ريال، نتيجة الإقبال الكبير الذي تشهده هذه المحال، مضيفاً أنه لا يستورد البضائع من الصين، وإنما يحصل عليها من الموردين السعوديين في الداخل، وكذلك الإمارات، وباكستان ودول أخرى". ومن جانبه، قال بلال مدير احد محال البضائع المخفضة في العليا أن"لديهم خمسة فروع في مدينة الرياض، وأن مبيعاتهم اليومية لهذا الفرع تتراوح بين 9 آلاف و 11 الف ريال يومياً على رغم انتشار هذه المحال والمنافسة الشديدة، إلا أنها تستقطب شريحة كبيرة، ما يؤكد ربحيتها العالية". ... والمستهلكون يقبلون عليها لرخصها! قال المستهلك سعد بن محمد العبداللطيف إن"الإقبال الذي تشهده المنتجات الصينية يعود إلى رخص أسعارها مقارنة بالمنتجات الأخرى، ووجودها قرب المستهلك في الحي، إضافة إلى أنها تلبي أذواق الطبقات الاجتماعية كافة بتعدد أشكالها وأصنافها وتنوعها، ما يعطي المستهلك فرصة كبيرة للاختيار بينها، ويترك مجال واسع للمقارنة، مضيفاً أن الأرباح العالية التي يجنيها التجار منها ساعد على انتشارها بشكل كبير، فلا يكاد يخلو شارع أو حي من الأحياء من محال بيع المنتجات الصينية والتي أصبحت تشكل ظاهرة منتشرة في مدن المملكة. وقال إن"انتشار محال كل شيء بريالين ما هو إلا دليل على نجاح المنتجات الصينية واستقطابها لشريحة كبيرة من المستهلكين، فما أن تشاهد هذه المحال إلا وترى الإقبال الكبير والازدحام شبه الدائم مصاحباً لها". ومن جهته، قال المستهلك فهد بن عبدالرحمن السبيهين إن الإقبال الكبير على هذه المنتجات يعود الى ان المستهلكين وجدوا ضالتهم في محال بيع المنتجات الصينية في ما يتعلق بألعاب الأطفال والإكسسوارات، خصوصاً أنها تتناسب مع جميع الأذواق والأعمار على رغم قصر عمرها الافتراضي إلا أنها توفر الكثير من المال والجهد في البحث عما يتناسب مع ذوق الأطفال المتغير والمتجدد.