أغرت محلات «كل شيء» الشهيرة ب «أبو ريالين» العديد ممن الأسر والعوائل وذلك بسبب رخص أسعار الأدوات التي تقدمها للمستهلكين، من أدوات زينة وخردوات، ومستلزمات مدرسية، و بأرسعار رخيصة، تختلف عن الأسواق الأخرى، التي حفزت رغبة المستهلك للشراء و التسوق، بسبب غلاء الأسعار التي طالت جميع السلع مما جعل المستهلك يقف حائرًا أمام تلك الأرقام الخيالية التي أجبرته للتوجه إلى البضائع والسلع الأقل جودة والرديئة، خاصة أصحاب الدخل المحدود. كما أصبحت متنفسًا لكثير من العوائل والأسر وذلك لما تحتويه من معروضات وسلع بكميات هائلة ومتنوعة كونها تباع بأسعار رخيصة، على الرغم من أنها بضائع لماركات مقلدة وعمرها الافتراضي قصير، و لم يقف ذلك عائقًا أمام رغبتهم في اقتنائها لوفائها بالغرض وأسعارها مغرية للجميع. وتمتاز هذه المحلات بسهولة الوصول إليها لكثرتها وانتشارها في جميع المدن والمحافظات. وقال عدد من المواطنين: إن مثل هذه المحلات هي متنفس لأصحاب الدخل المحدود في ظل ارتفاع الأسعار الاستهلاكية لأنها تحتوي على جميع الضروريات تقريبًا التي يحتاجها كل منزل و بأسعار مناسبة، و رخيصة لهذا تجد محالات «أبو ريالين» تتصدر قائمة المحلات في التسوق لأنها تشكل أساسًا مهمًا للأسر، واستطاعت تلك المحلات «أبو ريالين» أن تكتسح السوق وترغّب المستهلك فيها بسبب المعروضات المتنوعة خاصة التي تعنى بالنساء وألعاب الأطفال وهذا ما جعل المواطنين يتجهون لها. ويرى أبو أحمد أن الإقبال على تلك المحلات ليس باستمرار إذ أن زياراتها تتم في مواسم محددة، مثل بداية العام الدراسي، ومع بداية الفصل الدراسي الثاني، لأنها تقدم أنواعًا من الأدوات المدرسية بأسعار معتدلة، وفي النهاية هي أدوات للاستخدام فترة زمنية محدودة، على عكس السلع المعمرة التي لابد وأن تشترى من المحال المتخصصة. أما عبدالله الزهراني فيقول: ربما يحتاج رب الأسرة اللجوء إلى تلك المحال التجارية «أبو ريالين» لشراء بعض أغراض الحفلات، وكذلك المنظفات، إذ أنها تعتمد على سياسة البيع الكثير والسعر المحدود، وهذا يفيد المستهلك. وعن رأيه في شراء الأدوات الكهربائية، رفض الزهراني فكرة الشراء من هذه المحلات على الرغم من أن أسعار السلع الكهربائية فيها مرتفعة، إلا أن الشراء من المحال المتخصصة في بيع الأدوات الكهربائية أضمن من حيث الماركة والصيانة، مشيرًا إلى أنه كانت له تجربة لشراء مطحنة توابل، احترقت مع أول تجربة تشغيل لطحن مجموعة من التوابل. ويقول الدكتور أحمد الشميمري استاذ التسويق بجامعة الملك سعود إن محلات أبو ريالين هي نتاج ثقافة استهلاكية منتشرة في الوطن. فقد اعتاد السعوديون على الشراء المفرط من السلع الاستهلاكية المختلفة ويلجأ كثير من الناس لمثل هذه المحلات إشباعًا لحاجة الشراء وإرضاءً للرغبة الكامنة نحو الشعور بالقدرة على الإنفاق الاستهلاكي أسوة بالآخرين. وأرى أن المستثمرين في هذا المجال استطاعوا أن يعزفوا على الوتر الاستهلاكي للسعوديين ببراعة، فتجد هذه المحلات تنتشر في الوطن انتشارًا كبيرًا وبشكل ملفت. وقد ازداد التوجه نحو هذه البضائع الاستهلاكية الرخيصة بقدرة التجار على العرض المغري والتصاميم الديكورية المبهرة والتنوع البضائعي الكبير. فلك أن تجد مختلف البضائع في سقف واحد وكأنها تمثل المحلات شاملة واعتقد أن تلك المحلات بوضعها الحالي وبما تحتويه من بضائع رديئة الجودة لن تستمر طويلاً وسوف يسري عليها دورة نمو محلات التجزئة المخفضة. وهي دورة معلومة في علم التسويق تبدأ ببضائع مخفضة وقليلة الجودة وتنتهي ببضائع أعلى جودة وأغلى سعرًا. هذا لمن يستوعب هذه النظرية أما التجار الذين سيستمرون في الترويج لهذه البضائع الرخيصة سعرًا وجودة فسوف يخرجون من السوق لا محالة. ويضيف الدكتور الشميمري: الآن أصبح المستهلك السعودي أكثر وعيًا مما كان عليه من قبل، وأصبحت بصمة أبو ريالين بصمة سلبية دارجة لدى السعوديين ولم يعد يجرؤ التجار على هذه التسمية الآن ولن يكون بمقدورهم الاستمرار بهذه الرداءة من المنتجات.