والله لو علم أصحاب البثوث - الذين يفرحون بالدعم وبكثرة الأتباع - ما ينتظرهم لبكوا على محتوى بثوثهم ولما وجدوا يوم يلقون ربهم عذرا واحدا أو تبريرا واحدا ينجيهم من عذاب الله، وقد رضوا أن يقال ويكتب في بثوثهم ما لا يرضيه سبحانه. الله قال في كتابه: "يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون" انظروا يا رواد منصات التواصل، بدأ الله باللسان أي أقوالكم ثم قال أيديهم، أي ما فعلته أيديكم ومنها ما كتبت، ثم ما ساقتكم إليه أرجلكم، ما النتيجة؟.. إنها (ستنطق بما عملتم ولا يمكنكم الإنكار). أو اسمعوا يا أصحاب البثوث ورواد منصات التواصل ما ورد في الحديث الشريف: "إذا أَصبح ابن آدم، فَإن الأعضَاءَ كلهَا تكّفر اللسان، تقول: اتق اللَّه فينا، فإنما نحن بِك فَإنِ استقمت استقمنا، وإنِ اعوججت اعوججنا" لتعرفوا خطورة العبارات والكلمات التي يلقيها بعضكم تهاونا بالذنب وبأعراض الناس وسمعتهم وأسرهم وعلى مسمع من أطفالكم وأزواجكم وأسركم، ثم يأتي أصحاب البثوث ليظنوا أنهم سيطمسون تلك الذنوب بكلمة "محشوم"، ويظن القاذف والسّباب والشّتام أنها تبخرت في الهواء وانتصر لقضيته أو رأيه. والله لو علمتم يا رواد منصات التواصل ويا أصحاب البثوث، أنكم ستقفون شهودا أمام الله لتدلوا بشهاداتكم في يوم "المحكمة الكبرى" لبكيتم كثيرا ولعلمتم أن (لا دعم الداعم سينفعكم ولا تصفيق الأتباع) سينجيكم ولن ينفعكم إلا الإقبال على الله بتوبة وقلب سليم. يا أصحاب البثوث ورواد منصات التواصل.. هل تذكرون وصية نبيكم -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ -رضي الله عنه-: "كف عليك هذا"، وهو يشير إلى لسانه، فعندما قال: وهل نحن مؤاخذون على ما نقول؟، قال"ثَكِلتكَ أمك، وهل يَكب النّاس فِي النَّار على وجوههِم إلاّ حصَائد ألسنتهم؟". محمد فايع