لم يتوقع أصحاب محال «أبو ريالين» في الرياض، أن يجدوا هذا الإقبال الكبير على السلع التي يعرضونها، خصوصاً أن تلك المحال تعرض السلع، التي يزداد الطلب عليها من محدودي ومتوسطي الدخل، وشجع هذا الإقبال على افتتاح محال في مختلف أحياء العاصمة، ودخول مستثمرين جدد هذا المجال. يقول أحد ملاك محال أبو ريالين سليمان بادويلان:«هذه المحال دخلت الرياض منذ أكثر 15 عاماً تقريباً، بعد أن كانت مقتصرة على الأسواق القريبة من الحرمين المكي والمدني، وكان هناك الكثير من الزبائن الذين يقصدون هذه المحال من أجل شراء هدايا متنوعة ومستلزمات بسيطة للمنزل أثناء زيارتهم للحرمين، الذين كثيراً ما طالبونا بافتتاح فروع أخرى في الرياض وغيرها من مدن المنطقة الوسطى». ويضيف:«هذه المحال غزت أحياء الأثرياء ووجدت زبونها هناك، على رغم أننا لم نتوقع ذلك، بل وشهدت إقبالاً كبيراً من زبائن تلك المنطقة، لعدم حاجتهم إلى خفض الأسعار لمقدرتهم المالية». من ناحيته، قال أحد ملاك محال التخفيضات في حي العليا محمد صالح «إن الأرباح هنا تعتبر أقل من محال جنوبالرياض، إذ إن أكثر ما يكلفنا هو الارتفاع الكبير في إيجارها، على رغم الإقبال الكبير من الزبائن، كما أن أصحاب تلك المحال، خصوصاً من لديهم رساميل كبيرة، يشترون تلك المحال بدلاً من الإيجار، والبعض الآخر وقّع عقوداً طويلة الأجل مع أصحاب المحال ليضمن بقاء السعر وعدم إخراجه من المحل لأي سبب». وعن أسباب بيع هذه البضائع بسعر منخفض، قال: «هذه المستلزمات تسمى «استكات» إذ إنها تأتي بكميات كبيرة من الصين في الغالب بلا ترتيب وبلا غلاف لبعضها، كما أن البعض يأتي وقد تعرض للعطب، وبالتالي تباع هذه البضائع إما بالوزن، أو من خلال الأكوام، وبالتالي يقوم مشتروها بتصنيفها وأخذ الصالح منها». ويشير البائع في أحد محال التخفيضات محمد عبدالقدوس إلى ظهور منافسة جديدة لمحال أبو ريالين، وهي «محال أبو ريال التي بدت تظهر في الساحة، كما أنها بدأت تسحب البساط منا وإن كان ببطء شديد»، مرجعاً ذلك إلى أنها لم تظهر على السطح بشكل كبير، لافتاً إلى أن انتشارها سيكون ضربة قاضية لمحال أبو ريالين. واستغرب عبدالقدوس كيف يستطيع أصحاب هذه المحال الكسب وهم يبيعون هذه البضائع بهذا السعر الذي اعتبره تعجيزياً «كيف يستطيعون بهذه القيمة توفير قيمة إيجار المحال وكلفة الأيدي العاملة، ناهيك عن قيمة البضاعة وتكاليف المحل من كهرباء وغير ذلك»، معتبراً أن المنافسة ستنعدم حين تنجح هذه المحال. أما أحد ملاك محال أبو ريال فيصل الدوسري فقال إن هذه الفكرة راودته خلال دراسته في أميركا، إذ وجد أن هذه المحال تشهد إقبالاً كبيراً هناك، «فدرست طرق تطبيق هذه الفكرة في السعودية»، لافتاً إلى مواجهته مشكلة فارق السعر بين الريال والدولار، وكذلك قلة البضائع التي تباع بريال، التي ستضاف لها الفوائد وهو شيء صعب، إذ إن غالبية البضائع المخفضة سعرها بالجملة يقارب الريال بشكل كبير. ووصف الدوسري إقبال الزبائن على هذه المحال بالكبير جداً جراء حداثة الفكرة وانخفاض السعر كثيراً مقارنة بالبضائع المعروضة في السوق، مشيراً إلى أن زوار المحل يتجاوزون 500 يومياً وغالبيتهم يقوم بالشراء، ومن يسوقه الفضول للاطلاع لا يخرج إلا وقد اشترى على أقل تقدير بخمسة ريالات، مرجعاً السبب إلى تنوع البضائع المعروضة في المحال التي طاولت غالبية مستلزمات الأسرة البسيطة والكماليات. والتقت «الحياة» أحد موردي بضائع المحال المخفضة علي حمود، فأشار إلى أن عدد محال السلع المخفضة يتجاوز المئات موزعة على مختلف أحياء الرياض، إلا أنها تتضاءل كلما اتجهنا شمالاً، مشيراً إلى أن هذه البضائع تأتي بحراً من خلال ميناءي الدماموجدة، كما أن الطلب عليها يزداد مع الوقت من الزبائن. وأضاف:«الطلب على هذه المحال يزداد»، مرجعاً السبب إلى الارتفاع في أسعار المواد الاستهلاكية المتنوعة، ما انعكس على الطلب على هذه المحال، التي ارتفعت مبيعاتها بأكثر من 150 في المئة خلال السنوات الثلاث الماضية، «وأصبح لكل بضاعة مرتفعة الثمن بديل منخفض في السوق، ما أسهم في زيادة طلب المستهلكين ذوي الدخل المنخفض والمتوسط، بل وصل الطلب إلى ذوي الدخول المرتفعة».