أطلقت الهيئة العليا للسياحة أخيراً برنامج المنح البحثية الذي يتضمن إجراءات واضحة ومعايير علمية دقيقة لتحديد الأبحاث ذات الأولوية للهيئة وقطاع السياحة في السعودية. وأكد نائب الأمين العام للتخطيط والتنظيم المكلف الدكتور خالد الدخيل أهمية البرنامج في دعم البحث العلمي الذي يعدّ إحدى أهم الوسائل للحصول على المعارف العلمية والتقنية، ودورها في تسريع عملية التنمية بأبعادها المختلفة. وقال الدكتور الدخيل إن الهيئة أدركت أهمية الدراسات والأبحاث العلمية، مشيراً إلى أنها أنشأت مركز المعلومات والأبحاث السياحية ماس لتوفير المعلومات والبيانات الإحصائية وإجراء البحوث والدراسات السياحية التي تسهم في تحقيق أهداف الهيئة والقطاع السياحي. وأوضح أن البرنامج يهدف إلى توفير الدعم المالي للبحوث السياحية في البلاد وتفعيلها وتنشيطها، وإثراء المعرفة العلمية في مختلف المجالات السياحية، وربط البحث العلمي بأهداف الهيئة وقطاع السياحة في السعودية، إضافة إلى تشجيع وتطوير كفاءات البحث العلمي في مجال السياحة. وأضاف أن مهام البرنامج تشتمل على تحديد مواضيع الأبحاث، وخصائصها، وأنواعها، وتحديد الموارد المالية والجدول الزمني لتنفيذ الأبحاث، وتحديد مصادر التمويل من خلال الدعم المالي المباشر من الهيئة، أو من خلال شركائها. وأشار إلى أن مواضيع الأبحاث التي يدعمها البرنامج تشمل المواضيع البحثية التي تقترحها الهيئة وتحدد أولوياتها، ومواضيع بحثية يقترحها الشركاء في القطاعين الحكومي والخاص، وتقرها الهيئة، إضافة إلى مواضيع بحثية يقترحها الباحثون وتكون محل اهتمام الهيئة لعلاقتها المباشرة أو غير المباشرة بصناعة السياحة المحلية. وشدّد نائب الأمين العام للتخطيط والتنظيم المكلف على أهمية توافر الأبحاث التي تعالج مواضيع ذات أهداف محددة في مجال السياحة وقابلة للتنفيذ خلال عام واحد بموازنة لا تزيد على 100 ألف ريال، ورسائل الماجستير والدكتوراه ذات العلاقة بالسياحة التي يجريها طلبة الدراسات العليا في جامعات السعودية وكلياتها، وذلك من خلال دعم مالي لا يتجاوز 30 ألف ريال للطلبة المستوفين شروط التقديم ومتطلباته في المؤسسات التعليمية داخل البلاد. ودعا الدكتور الدخيل الباحثين إلى التقدم بمقترحاتهم إلى الهيئة العليا للسياحة وتحديد مواضيع بحوثهم وأهميتها والمنهجية التي سيتبعونها في الدراسة محل البحث، والنتائج المتوقعة من البحث والتطبيقات. وأكد في الوقت ذاته أهمية صياغة المقترح بوضوح حتى تبرز الفوائد التي يمكن الحصول عليها من نتائج البحث، وأن يكون تخصص الباحث أو الفريق البحثي في مجال البحث، وأن يكون لديه الحد الأدنى من الخبرة البحثية لتحقيق أهداف البحث. يذكر أن مركز ماس قام بحصر كل إصدارات الهيئة منذ إنشائها، وهي بلغت 647 إصداراً، منها 84 دراسةً و358 تقريراً و188 عرضاً مرئياً، و17 مسحاً ميدانياً. وتغطي هذه الإصدارات جوانب عدة في صناعة السياحة والسفر، وتوجهات الهيئة في تحفيز الاستثمار السياحي، وتنمية الموارد البشرية السياحية، والحفاظ على التراث العمراني والآثار وتنميتهما سياحياً، ودعم الفعاليات السياحية.